الصّحابية الجليلة رقية رضي اللّه عنها، بنت سيّدنا محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والسيّدة خديجة بنت خويلد رضي اللّه عنها. تُكنّى السيّدة رقية رضي اللّه عنها بأمّ عبد اللّه، ولقبها ذات الهجرتين، وهي الابنة الثانية لسيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعد السيّدة زينب رضي اللّه عنها.ولدت السيّدة رقيّة رضي اللّه عنها في مكّة المكرّمة قبل البعثة النّبويّة الشّريفة بنحو سبعة أعوام. تزوّجها ابن عم أبيها عتبة بن أبي لهب، وهي دون العاشرة، وعندما بُعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أسلمت مع أهل بيتها دون آل أبي لهب فقد بقوا على الكفر، وعندما أنزل اللّه سورة المسد في ذمّ أبي لهب وزوجته، أجبر أبو لهب ابنه عتبة على طلاق رقيّة. فخطبها سيّدنا عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه وهو من السّابقين إلى الإسلام، فزوّجها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إيّاه، وسرعان ما هاجر بها عثمان إلى بلاد الحبشة بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وبقيت هناك عدّة سنوات وولدت ابنها عبد اللّه.هاجرت رضي اللّه عنها مرّتين، الهجرة الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة المنورة. وفي السنة العاشرة للبعثة عاد من الحبشة عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه وأهله مع بعض المهاجرين فبقيَا في مكّة فترة قصيرة توفت بها والدتها فحزنت عليها كثيرًا، ثمّ أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بهجرتهم والمسلمين إلى المدينة فكانت هذه هجرتها الثانية.توفي في المدينة المنورة ابنها عبد اللّه، فحزنت حزنًا شديدًا مرضت على أثره، ما حال دون مشاركة زوجها عثمان بن عفّان في معركة بدر بأمر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليكون مع زوجته ليَرعاها حيث كانت تعاني سكرات الموت، وتوفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة، ودفنت في البقيع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات