38serv
صورة قاتمة ظهرت عليها الشريعة في نادي التزحلق "سكي كلوب"، والساحة العمومية المحيطة بمقر البلدية، وطريق الحوض إلى الشرق تماما، وفي دائرة قطرية أسفل الكراسي المتحركة المعلقة في الفضاء، القريبة من الهوائيات، انتشرت ألوان من القمامة والأوساخ والمفرغات العشوائية، والكلاب الضالة والخنزير البري، في "عائلات" مع جرائها، تبحث عن طعام لها، بين بقايا تلك الأوساخ، بعد أن ذاب الثلج وفضح ما خلفه بعض الزوار، قدموا للتمتع بالضيف الأبيض وتخريب الجمال والطبيعة.
الشريعة بحر الأسبوع الجاري، لم تكن ساحرة ولا مرتبة ولا نظيفة، على طول الطريق الذي يفترض أن يكون سياحي وممتع وجميل، كان المشهد لا يخلو من مناظر حاويات القمامة وأكياس البلاستيك، وحيوانات بمحيطها تعبث لها، بحثا عن طعام لها، وأتربة من بقايا مواد البناء، ولم يتغير المشهد وظلت صور "الأوساخ" تتتابع في حرج، حتى بأماكن الاستراحة على قارعة الطريق، لالتقاط ذكريات من الصور، وخلفيات للوحات رسمتها الطبيعة وأبدع رسامها، وما إن تصل إلى قلب الساحة العمومية، وتتجاوز بأمتار مدخل "لوتيل دو فيل" الرسمي، تطل عليك أشجار بأوراق من أكياس بلاستيكية، تدلت من أغضان، وقد زال وحال لونها، وفي زوايا من كل الجهات، بدت أكواب وقنيات وبقايا عصائر ومشروبات، تترامى وتحركها نسمات الريح، وكلما توغلت إلى حرم وحضن الحظيرة، للوصول إلى "نادي التزحلق"، تتفاجأ لحجم الأوساخ وأكوام من الثلج وقد تغير لونه، واختلطت بالقمامة، فيما حيوان الخنزير، لم يرتعب ولم يبد عنه الانزعاج، وشق طريقه في عائلات عرضيا للوصول إلى الضفة الأخرى من الغابة، وكأنه نجم يتباهى وينتظر من يحييه، وكلما تعمق الزائر، انصدم إلى جريان مياه من ثلج، بدأ يذوب بأماكن معزلة ومستظلة بأغصان أشجار الأرز، حول الطريق إلى وحل، وعلى قارعة الطريق في طول ممتد، وأمام مدخل محطة التليفيريك، لم تختف صور ومشاهد القمامة والأوساخ والحاويات المقلوبة رأسا على عقب، وكلاب وجراء تجمعت وراحت تعبث بكل تلك الأوزان، لتقتات من بقايا الطعام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات