هناك ظاهرة غريبة باتت تتخبط فيها الرواية الجزائرية، حيث نلاحظ فقرا رهيبا في تأثيث المكان والاسمية، وأصبحت رواية مفرغة المحتوى من أي انتماء، إنها في الغالب رواية هجينة وممسوخة جماليا وموضوعاتيا، أصابتها معضلة خطيرة، استشرى في داخلها مرض الآخر اليهودي والمسيحي، حيث أصبحت تيمة الآخر غريبة ومقحمة بشكل مزعج، وعلى قدر من الاسترضاء الرخيص لدوائر غير وطنية.
إنني مصدوم من تلك النصوص الروائية التي أسميها نصوص التَّرضية، أو على الأقل يمكنني أن أستعير من"محمد أركون" تعبيره الجميل القبيح حين يتحدث عن المجال المتوسطي والتضامن الذي كان يعيشه هذا الفضاء يمكن أن أسمي تلك النصوص بخصوص التَّضامن.. لكن مع من؟ وتحت أي ظرف وطرف؟ تلك النصوص المسمومة التي تقتات على الهامشي والبشع.. تستحلب من نفس الإناء الكولونيالي حين كان ينظر إلى الإفريقي أنه وحشي وغريب. نعم إنما عملية تحليلية للتضامن حين يصبح اليهودي ناعما والمسيحي بهي الطلعة لا يبقى إلا مشهد العصافير التي تزقزق في السماء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات