38serv
أكّد الشيخ عبد العزيز عبد الولي محمد، نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، في حوار لـ”الخبر”، أن الجزائر بلد كبير ويُنتظر منه الكثير، مشيرا إلى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كمؤسسة للمسلمين في إثيوبيا تسعى لبناء علاقات وطيدة مع المؤسسات الدينية والتعليمية والخيرية الجزائرية، طالبا مساعدة للمؤسسات التعليمية والتنموية التي يشرف عليها المجلس في إثيوبيا ماديا معنويا.تعد الحبشة دارَ الهجرة الأولى لأصحاب الرّسول عليه الصلاة والسلام، كيف توصف لنا وضع المسلمين في إثيوبيا؟ نعم كما ذكرتم وكما هو معلوم في التاريخ، الحبشة دار الهجرتين ووصل إليها الإسلام ودخلها قبل دخوله إلى المدينة المنورة، وتلقى المهاجرون من ملكها العادل أصحمة بن أبجر ترحيبا وإيواء لم تحظ به الطائفة المؤمنة من عند أحد من الكيانات الحكومية في ذلك العهد. وقد وصف الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم الحبشة في حينها أنها أرض صدق وعدل وأن بها ملكا لا يظلم عنده أحد. ثم تتابعت على مر العصور الهجرات السياسية والدعوية والتجارية من الجزيرة العربية إلى الحبشة لقرب موقعها الجغرافي، كما تواصلت الهجرات والرحلات والفتوحات إلى سائر السواحل والبلدان الإفريقية والآسيوية وغيرها.وظل الإسلام ينتشر في ربوع الحبشة ورسخت أقدامه في كثير من المناطق وتكونت سلطنات وإمارات إسلامية دام حكمها لقرون عدة. وكان للعلم وأهله ومراكزه في الحبشة ذكر خاص، حيث كانت فيها -ولا زالت- زوايا علمية تدرس فيها كل الفنون الشرعية واللغة العربية، ولهذا لهذه المجالس العلمية اتصال وثيق بمدارس العلم في اليمن والحجاز والأزهر وبلاد الشام.وقد ذاع صيت علماء الحبشة بمؤلفاتهم المختلفة في داخل الحبشة وخارجها، وخير دليل على ذلك التراث العلمي الوفير للعالمين الجليلين نزيلا مكة المكرمة الشيخ محمد أمين الهرري والشيخ محمد بن آدم الولي، وهما ممن رحلا عن الفانية خلال العامين الماضيين ودفنا في مكة المكرمة حرسها الله.كم يبلغ عدد المسلمين في إثيوبيا؟ وهل تجاوزوا آثار عقود الاضطهاد والتهميش؟ يصل تعداد المسلمين في إثيوبيا ٦٠ مليون نسمة، وهو ما يعادل نصف سكان إثيوبيا حاليا، وقد مروا على فترات الضعف والاضطهاد خلال القرون الماضية، وهم حاليا بفضل الله ثم بجهود التغييرات السياسية يتمتعون بكامل الحريات في شؤونهم الدينية تعلما وتعليما ودعوة وممارسة، وكذلك الاقتصادية حيث سمح مؤخرا في أنظمة البنوك الإثيوبية فتح بنوك إسلامية تعمل طبق أنظمة الاقتصاد الإسلامي.كما منحت المؤسسة التي تمثل المسلمين في شؤونهم الدينية “المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا” اعترافًا من الهيئة التشريعية العليا في البلد -مجلس النواب (البرلمان الإثيوبي)-.والمسلمون في إثيوبيا بشكل عام يعيشون مع غيرهم من المواطنين أتباع الديانات النصرانية حياة سلمية يسودها الاحترام المتبادل والتعاون المشترك في مجالات السلم والتقدم المجتمعي والنهضة الوطنية الشاملة.وهل يتمتع مسلمو إثيوبيا بالحرية الكاملة؟ نعم هم يتمتعون بحرية كاملة في ممارسة أنشطتهم الدينية ويتجاوزون آثار عقود الاضطهاد والتهميش بالتدرج، لأن كل مجالات تطوير وتحسين أوضاعهم مفتوحة أبوابها على مصروفها.ما هي أهم التحديات التي تجابه مسلمي إثيوبيا حاليا؟ المسلمون في إثيوبيا كغيرهم من إخوانهم المواطنين يواجهون تحديات الحياة المعاصرة في المنطقة ويختصون ببعض مشاكل عدم التقدم في الأنظمة المؤسساتية التعليمية والخيرية وإدارات الشؤون الدينية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا يعمل حاليا بجدية على تطوير أنظمة الإدارات الدينية بدءا من المستوى الفدرالي نزولا إلى لجان إدارة المساجد، كما بدأ منح التراخيص للجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية الدينية وأندية النشاطات الشبابية والنسوية، ويقوم بالإشراف عليها وتصحيح مساراتها.ما مدى الحرية التي تتلقاها المساجد والمؤسسات التعليمية الإسلامية كسابق عهدها؟ وهل تتلقون دعما حكوميا للمؤسسات التعليمية، سواء الأهلية أو العامة، خصوصًا الدينية منها؟ المساجد وجميع المؤسسات الإسلامية التعليمية منها والخيرية تتمتع بحرية العمل في نطاق اختصاصاتها، وتتلقى كل التسهيلات وتراخيص العمل، بيد أن المؤسسات التعليم الديني الإسلامية وغيرها لا تتلقى أي دعم مادي من الجهات الحكومية لأن الدستور يفصل بين الدوائر الحكومية العامة والدوائر الدينية.ما مدى استجابة الشعب الإثيوبي لنداء مفتي إثيوبيا للحوار لحل المشاكل التي تهدد كيان إثيوبيا؟ الشعب الإثيوبي عموما شعب متدين وله ارتباط بالمؤسسات الدينية ودور العبادة، ولديهم استعدادات كاملة لتلبية نداءات القيادات الدينية لمختلف الأغراض والحوارات الوطنية.كيف ترون مستقبل الإسلام في إثيوبيا؟ مستقبل الإسلام والمسلمين في إثيوبيا يبشر بالخير، لأن عدد المسلمين وعدتهم في ازدياد والله الموفق لكل خير وبيده مواليد الأمور.وهل هناك إمكانية لتحسن أوضاعهم في المستقبل؟ نعم، أوضاع المسلمين في هذا البلد في تحسن مستمر، نسأل الله التوفيق والسداد لما فيه صلاح البلاد والعباد.ماذا تنتظرون من الجزائر خاصة من المؤسسات الإسلامية الرسمية والخاصة؟ الجزائر كما رأيته في زيارتي بلد الكثير والكثير، ويُنتظر منه الكثير، ونحن كمؤسسة المسلمين في إثيوبيا ننتظر ونسعى لبناء علاقات وطيدة مع المؤسسات الدينية، التعليمية منها والخيرية، كما ننتظر الدعم المادي والمعنوي للمؤسسات التعليمية والتنموية التي يشرف عليها المجلس في إثيوبيا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات