38serv

+ -

 إن السياسة هي عبارة عن نسق، أي نتاج يمتلك تاريخا كثيرا ما يتجاهله الساسة ظنا منهم أن مسايرة (أو مراوغة؟) الأمور اليومية تكفي لتنظيم الكيان العام للدولة وعلاقاتها مع الناس، وإذا اقتضى الأمر فاستعمال القمع من حين إلى آخر يكفي لاستقرار الوضع من جديد لكن. مثل هذا التفكير غير جدي وغير مجدي وغير صحي كذلك، لأن تراكم الفداحات اليومية وتراكم الفضائح الشهرية وتراكم الخرقات الاجتماعية يؤدي إلى تصلب النواة الأساسية للواقع السياسي المتأجّج.

لذا، فإن عدم معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية داخل مسلسل التاريخ العام لشعب ما، يؤذي لا محالة وفي آخر المطاف إلى هزات مثلما يعرفها العالم العربي منذ سنوات، فالشعب الجزائري، وبدون تعصب، يملك تاريخا سياسيا متميزا خاصة بالنسبة للبلدان العربية، يتطلب ترسيخ نظرية تاريخية واقتصادية واجتماعية تأخذ بعين الاعتبار كل الثوابت وكل الركائز التي سايرت هذا الشعب منذ العصور الأولى لظهور التاريخ الإنساني, وقد تمحورت هذه الثوابت وهذه الركائز من خلال الفترات الخاصة والعامة حول عامل بسيط، احترام الناس واحترام هذا الحس الذي يملكه المواطن الجزائري وهو الشعور العميق بأنه إنسان لا تفوته حيلة ولا تفوته مناقصة فأصبح هذا الوعي السياسي متوغل في أذهان الناس وعقلياتهم حتى أصبح عنصرا أساسيا في تصرفاتهم وسلوكاتهم العفوية والغريزية وكذلك في تصرفاتهم الواعية والموضوعية، أي أن هذا العنصر أصبح يلعب دور الهاجس السياسي الممزوج بحس “النيف”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: