أظهرت العديد من الدراسات لسنوات عديدة أن التغذية في أول مراحل الحياة تؤثر على المدى البعيد في أمراض القلب والأوعية الدموية، السمنة، هشاشة العظام وبعض أنواع السرطان. وأشارت دراسة حديثة إلى أن تناول الأغذية المليئة بالدهون خلال فترة الحمل قد يؤثر على النمو العقلي للجنين ويزيد من احتمال الإصابة بالسمنة في وقت لاحق. وهذا قد يفسر كيف أن احتمال إصابة الأطفال بالسمنة يزداد عندما يكون آبائهم مصابين بالسمنة، حيث إن السمنة قد تتناقل بين العائلات، ويعتبر العامل الأهم لذلك هو عادات تناول الطعام. إلا أنه يوجد بعض الأدلة على أن النظام الغذائي خلال الحمل قد يؤثر على محيط الخصر، بالإضافة إلى تغيرات في الحمض النووي.وأظهرت النتائج أن الأمهات اللاتي كن يتناولن غذاء مليئا بالدهون كانت منطقة الوطاء في دماغ أطفالهن ذات شكل مختلف، وهي منطقةٌ من الدماغ المتوسط بمثابة مركزَ التنظيم للعديد من الوظائف الحيوية، والمسؤولة عن ضبط معدلات الحرارة وعن تنظيم عملية الشرب والأكل، وهذا الجزء مسؤول عن تنظيم عملية الأيض. كما كان أبناؤهن أكثر احتمالا للإصابة بالسمنة أو مرض السكري النوع الثاني، مقارنة بأطفال الأمهات اللاتي تناولن نظاما غذائيا طبيعيا.وهذه النتائج تدعم فكرة اتباع نظام غذائي صحي خلال فترة الحمل، والتي قد تساعد في كسر دائرة السمنة للآباء المصابين بالسمنة ومنع نقلها لأطفالهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات