38serv

+ -

الفلسطينيون شعب يتميز بالذاكرة، يثورون ضد الاستعمار الإسرائيلي الذي يطول أساسا بسبب الدعم غير المشروط من القوى الغربية. بريطانيا العظمى، لأنها أصل إنشاء إسرائيل ومصمم الخريطة الجغرافية للشرق الأوسط الحالي برمته، ألمانيا من جهتها تتحمل دينا تاريخيا ثقيلا مع اليهود تدفعه على حساب الفلسطينيين منذ الستينيات. والاتحاد الأوروبي من جانبه ممزق بين السعي وراء الإجماع المقدس بشأن سياسته الخارجية والتخفيف من التبعية العسكرية للولايات المتحدة، التي تمتد منذ الحرب العالمية الثانية، كما تتخوف أوروبا من تنامي رأي عام داخلي متمرد على نحو متزايد خلال هذه السنوات الأخيرة.

من جانبها، جعلت أمريكا من إسرائيل حليفها الحقيقي والممثل الحصري لمصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 1948. وتنحصر علاقاتها مع الدول العربية في البحث عن ضمانات لحماية لإسرائيل أكثر من النية في التعامل مع مقترحاتها المتعاقبة كخطة السلام لجامعة الدول العربية للخروج من الوضع الراهن المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون. وعلى هذا النحو، فإن الاتفاقيات التي رعتها الولايات المتحدة مع بعض الدول العربية لا تلزم بأي حال من الأحوال الأطراف الفلسطينية المعنية ولا توفر أي ضمانة للسلام في فلسطين. وبذلك تكون الدول الموقعة على هذه الترتيبات قد أفرغت من مضمونها خطة السلام العربية الأخيرة للدولتين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات