مغاربة يموتون بردا وجوعا عند "أمير المؤمنين"!

38serv

+ -

يعيش المغاربة تحت صدمة كبيرة جراء الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها سكان إقليم الحوز الذي ضربه زلزال عنيف شهر سبتمبر الماضي، مخلفا مئات القتلى والضحايا والمشردين، فقد نتج عن تخلي الملك عن دوره في التكفل بالمتضررين موت مغاربة من الجوع والبرد وتسجيل حالات سوء تغذية حاد لدى الأطفال.

خلفت موجة البرد الشديدة التي ضربت مؤخرا إقليم الحوز في المغرب، مصرع 25 مغربيا في قرية مولاي إبراهيم، وهم الذين عجزت الحكومة المغربية عن التكفل بهم بعد تشردهم بفعل الزلزال الأخير، بالإضافة إلى تسجيل، في نفس المنطقة، إصابة العشرات من المغاربة بالالتهاب الرئوي الحاد، معظمهم أطفال صغار.

الواقع يكذب ادعاءات الملك وحكومته ووزرائه حول قدرة المغرب على التكفل لوحده بضحايا الزلزال ويرجح أن يرتفع عدد الموتى مع تواصل تساقط الثلوج الكثيف في إقليم الحوز الذي يرتفع بـ1233 مترا عن سطح البحر. وما زاد من تعقد وضعية هؤلاء المغاربة الفقراء، الذين فقدوا قيمة الانتماء إلى وطنهم في بلاد يدعي ملكها أنه "أمير المؤمنين"، أن الحكومة لم تف بوعدها في التكفل بهم وإعادة إسكانهم بعد الزلزال، بل تركتهم يواجهون مصير الموت بالجوع والبرد.

وعند الرجوع إلى الوراء قليلا، نجد أن الملك وحكومته ووزراءه ملأوا العالم ضجيجا بتصريحات يدعون من خلالها أنهم بلد يستطيع لوحده وبإمكاناته التكفل بكل ضحايا الزلزال، وسمع الجميع تلك الأرقام الخيالية عن حجم الأموال المرصودة لهذا الغرض، لكن الواقع، كما هو الأمر دائما، يكذب ادعاءات مسؤولي "مملكة الحشيش"، خصوصا في مسائل حفظ الكرامة وصونها، ولا شيء تحقق من تلك الوعود التي ظلت حبيسة ألسن مسؤولين لا يعيشون الواقع المرير الذي يتخبط فيه مئات الآلاف من المغاربة.

وليس البرد وحده الذي يقتل المغاربة في الأقاليم المعزولة على مسمع ومرأى "أمير المؤمنين"، بل المجاعة هي الأخرى صارت تحصد مئات القتلى، غالبيتهم من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، حيث سجلت السلطات المغربية، الأسبوع الماضي، وفاة عشرات الأطفال في قريتي "تينمال" و"دوار تارڤة"، 50 كيلومترا عن محافظة مراكش. والغريب والمدهش والمخزي في نفس الوقت، أن هاتين القريتين تقعان في نفس الإقليم الذي يشهد حفلات صاخبة لسياح أجانب بشكل يومي.

ولم يعد خافيا على أحد ولا أي دولة حجم الفقر الذي يعاني منه المغاربة، لاسيما في أقاليم الريف. فقد وضع تقرير، صدر مؤخرا وأعدته 4 مؤسسات تابعة لهيئة الأمم المتحدة عن الفقر في الوطن العربي، المغرب في المراتب الأولى بنسبة 18,17 في المائة من المغاربة ممن يعيشون في فقر شديد، بينما تقترب نسبة الحرمان من "نوع المسكن" من 16 في المائة، إلا أن الفقر عموما في الريف المغربي تتضاعف نسبه إلى 3 مرات، ما قد يصل إلى حدود 100 في المائة، حسب التقرير.

ويدمج التقرير ما بين تحليل الفقر المتعدد الأبعاد، الذي يقاس على مستوى الأسرة المعيشية باستخدام دليل الفقر المتعدد الأبعاد، وقياس فقر الأطفال، من خلال التركيز على وضع الأطفال وجعل الطفل بمثابة وحدة رصد، وذلك استنادا إلى نهج تحليل أوجه الحرمان المتداخلة المتعددة الذي تم تكييفه مع سياق المنطقة العربية.

وقد اشترك في إعداد التقرير بعنوان "حول الفقر المتعدد الأبعاد في الوطن العربي"، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وجامعة الدول العربية ومبادرة "أكسفورد" للفقر والتنمية البشرية.

 

المندوبية المغربية السامية للتخطيط: ارتفاع معدل الفقر المطلق من 1,7 في المائة في 2019 إلى 3 في المائة خلال 2021

وحسب أرقام المندوبية المغربية السامية للتخطيط، فقد ارتفع معدل الفقر المطلق في المغرب من 1,7 في المائة في 2019 إلى 3 في المائة خلال 2021 على المستوى الوطني، ومن 3,9 في المائة إلى 6,8 في المائة في المناطق القروية، ومن 0,5 في المائة إلى 1 في المائة في المناطق الحضرية.

وفيما يتعلق بالهشاشة التي يقصد بها تدهور الأوضاع المعيشية، فقد شهدت ارتفاعا ملحوظا، حيث انتقلت من 7,3 في المائة سنة 2019 إلى 10 في المائة سنة 2021 على المستوى الوطني، ومن 11,9 في المائة إلى 17,4 في المائة في المناطق القروية، ومن 4,6 في المائة إلى 5,9 في المائة في المناطق الحضرية.