38serv
أمام تصاعد الهمجية الصهيونية في الضفة الغربية، لم تجد واشنطن أقصى ما تقوم به سوى منع دخول أراضيها على المستوطنين.
في مقابل تسليح جيش الاحتلال لقتل أطفال غزة حتى دون موافقة الكونغرس، اختارت واشنطن الاكتفاء بمنع التأشيرة على بعض المستوطنين، إجراء أصلا يصعب التأكد منه فمن المرجح أن يبقى مجرد كلام.
هذا الكيل بمكيالين أن الحديث عن حل الدولتين هو أيضا مجرد كلام لا أكثر، فلا تقوى الإدارة الأمريكية الضغط على حكومة النتن ياهو لوقف همجيتها في الضفة الغربية أين لا أثر تقريبا لحماس، فكيف ستقوم غدا بدفعها على إخلاء 600 ألف مستوطن استولوا على أراضي ومنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية.
تابعونا على واتساب >> من هنا
هذا التعامل المقيت أعاد صورة الولايات المتحدة الأمريكية في الوطن العربي، إلى ما كانت عليه أيام الإبادة في العراق وأفغانستان.
فمسؤول أمريكي اعترف منذ أيام في تصريح لهوفيغتون بوست، أن النتن ياهو دمر صورة أمريكا من أجل تحقيق أجندة شخصية.
غير أن هذا لم يدفع إدارة بايدن للتحرك لوقف هذا جرها في وحل جديد، ما ينزع عليها صفة شريك بل هي فاعل أساسي في هذا العدوان والحقيقة أن واشنطن هي الآمر وما حكومة النتن إلا منفذ.
التصويت الأخير في مجلس الأمن، شهد تراجع فرنسا بتصويتها لصالح وقف إطلاق النار وامتناع بريطانيا لكن الولايات المتحدة عارضت لمنح فسحة جديدة لجيش الاحتلال لتدمير غزة وقتل سكانها وجعلها غير صالحة للعيش ليبقى الحل الوحيد هو التهجير بطريقة أو بأخرى.
غير أن المخطط الصهيو – أمريكي اصطدم بمقاومة عنيدة وباسلة كبدت وما تزال تكبد الجيش المدجج بالأسلحة الأمريكية خسائر فادحة وبشعب جبار يصطف خلف مقاومته، فهل ستسير واشنطن في طريق إبادة أكثر من 2 مليون غزاوي، بعضهم بالقتل المباشر والبعض الآخر بالأوبئة التي تزداد انتشارا وبالمجاعة التي تلوح في سماء غزة؟.
فلما تقول الخارجية الأمريكية في كل مرة أنها ضد إعادة احتلال غزة وتهجير سكانها فالعكس هو الصحيح.