38serv

+ -

اليمينية فاليري بيكراس، قررت سحب جائزة "سيمون فاي" التي منحتها للصحفية السابقة في "شارلي أيبدو"، زينب الرزاوي، لأنها انتقدت الحرب في غزة، واليميني رئيس بلدية نيس، تنكّر للضحايا الأطفال الفلسطينيين، وقال إنهم "دمى من بلاستيك" واليميني جوردان بارديلا، رئيس التجمع الوطني لمارين لوبان، وراء طرد صحفية لأنها حاورته بطريقة احترافية.

عندما أدانت الصحفية زينب الرزاوي الإسلاميين غداة أحداث "شارلي إيبدو"، لقيت من التصفيق والإشادة إلى درجة ترشيحها لجائزة "سيمون فاي" التي فازت بها سنة 2019، لكن بمجرد تعبيرها عن رفضها ما يلاقيه الفلسطينيون في غزة، حتى تحولت من محور الخير إلى محور الشر في فرنسا في ظرف قياسي، بحيث سارعت رئيسة مقاطعة "إيل دو فرانس" اليمينية والمرشّحة السابقة للرئاسيات الفرنسية، فاليري بيكراس، للإعلان أنها سحبت تلك الجائزة من الصحفية، لأنها أبدت تعاطفا مع الضحايا الفلسطينيين ليس إلا. ويكشف هذا الأمر، أن الصحفية زينب الرزاوي، التي استعملت باعتبار اسمها عربيا غداة حادثة "شارلي إيبدو" من قبل القنوات التلفزيونية الفرنسية واللوبي الصهيوني، فقط لتنتقد و"تشيطن" الإسلام والمسلمين، وهو ما قامت به وأكثر، مطالبة أن تبقى في نفس الخندق سجينة ولا تبرحه مهما كانت تطورات الأحداث في العالم. فهل توجد ديكتاتورية أكثر من هذه، بدليل أنه عندما أرادت التعبير عن رأيها حول ما يجري في غزة من إبادة، قيل لها "ليست جديرة بجائزة سيمون فاي وسحبت منها بجرّة قلم.

وقد تكون هذه الصحفية التي استعملت مثل مناديل "كلينكس"، قد ضيّعت جائزة، غير أنها في المقابل أرسلت رسالة لمن يلهث وراء مثل هذه الجوائز، خصوصا لبعض من يسمّون أنفسهم بـ "الكتّاب" العرب في فرنسا ويلهثون للدخول إلى هذا النادي "النخب"، أنه لا علاقة له بالجودة والإبداع ولا بالقيم والمثل الإنسانية والحقوقية، بقدر ما هو محكوم بدرجة الولاء للوبي المتحكم في وسائل الإعلام والدعاية الذين يعملون مثل قريش في الجاهلية "يصنعون أصناما ثم يأكلونها متى اقتضت المصلحة ذلك"، وإن لم يكن بسحب الاعتراف والجوائز، فإنه سيكون عن طريقة توزيع الاتهامات أو التهديد بنزع الجنسية، كما جرى مع اللاعب الدولي الفرنسي كريم بن زيمة فقط لتضامنه مع غزة.

 

تابعونا على واتساب >> من هنا

 

وكان الدبلوماسي الفرنسي، دومنيك دوفيلبان، محقا عندما تحدّث عن "المال المهيمن على الإعلام والفن في الغرب الذي يمنع التضامن مع فلسطين"، مبرزا أن كل فنان يبدي تعاطفا مع الفلسطينيين في هوليوود، يتم وقف التعاقد معه، وأن الفنانين لا يستطيعون الإعراب عن مواقفهم. وتأسف أن "هذا بدأ ينتقل إلى فرنسا". وما جرى للصحفي في قناة "تي في 5 موند" محمد قاسي والصحفية بربارا أوليفي زندرونيس من قناة "الكراييب" الدولية، فقط لأنهما حاورا بطريقة احترافية الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالنسبة للأول، ورئيس التجمع الوطني، حزب مارين لوبان، بالنسبة للثانية، حيث تعرّض الاثنان معا للطرد، فقط لأن محاوريهما لم يستصيغا ولم تعجبهما طريقة طرح الأسئلة، وهو مؤشر على تدهور غير مسبوق في المهنية الإعلامية بفرنسا جراء الضغط الممارس من قبل اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف على وسائل الإعلام.

وبسبب ذلك لا يستغرب التنكّر لإبادة الأطفال في غزة الذي يروّج له رئيس بلدية نيس في قناة "فرانس 3" الذي انتقد نشر الإعلام لصور النساء الفلسطينيات اللواتي يتظاهرن بالبكاء وبأيديهن أطفال "دمى من بلاستيك"، وهي رواية أخرجها جيش الاحتلال لتغطية مجازره ضد الأطفال في غزة التي وصلت حصيلته إلى 8000 ضحية باعتراف الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش، مما يعني أن ما يسمى بـ "النخب" في فرنسا، سواء في السياسة أو الإعلام أو الفن، تعيش حالة من التيه والذوبان غير مسبوقة وتحوّل التعبير عن الرأي إلى جريمة ويهدد أصحابها بالقتل، مثلما يجري مع زعيم حزب "فرنسا الأبية" ووزير الخارجية الأسبق دومينيك دوفيلبان وغيرهم المتهمان بـ"معاداة السامية"!!!.

 

كلمات دلالية: