"الكان"... "القيل والقال وكثرة السؤال "

38serv

+ -

من قائمة موسعة ضمت 50 لاعبا خرجت قائمة رسمية بها 26 لاعبا هي التي سيدخل بها بلماضي معركة الدفاع عن حظوظ "الخضر" في دورة كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار. وهذا الثراء والتنوع للاعبين الموجودين في الاحتياط، يلقي على عاتق المدرب الوطني كامل المسؤولية في الاختيارات التي وقع عليها قلمه ويرى فيها الاستعداد لهذا العرس الإفريقي.

وحتى وإن خلت القائمة مما يسمى مجازا، عنصر المفاجأة، حيث سارت قائمة "الكوتش" على نفس خطي توقعات المختصين الرياضيين وحتى مع آراء الشارع، طبعا باستثناء بعض الأسماء التي تبقى محل جدل في الآراء، وهو ما يجعل الكرة في مرمى المشجعين والأنصار الذين عليهم الوقوف مع المنتخب، لأنه الحلقة المهمة في رفع المعنويات وزيادة حظوظ الذهاب بعيدا في هذه البطولة الماراطونية والشاقة على أكثر من صعيد.

توسيع القائمة إلى 26 لاعبا، حسب قرار "الكاف" الأخير، مثلما ساعد المدرب على تحقيق أكبر إجماع ممكن شعبيا حول قائمته الرسمية، فقد نزل بردا وسلاما كذلك على الأنصار بمن فيهم "المتشائمين" الذين وجدوا تخميناتهم وتوقعاتهم وحتى مراهناتهم، تتجسد في التشكيل الأساسي الذي سيتنقل إلى كوت ديفوار، وهو أمر مهم، لأنه سيضع حدا على الأقل لـ"الوسواس" الذي كان عادة ما يسبق مثل هذه المنافسات ويقلل من الضغط الجماهيري السلبي.

لكن في المقابل سيكون الضغط قويا على لاعبين معينين معروفين لا داعي لذكرهم بالاسم، تم اختيارهم دون غيرهم في المجموعة، لأنهم كانوا محل اختيارات "ذاتية" للمدرب أكثر من كونهم قطعة أساسية لا يمكن المنتخب التفريط فيهم، وسيكونون محل الأنظار ومتابعة دقيقة، فكيف سيكون رد فعلهم، خصوصا وأن المدرب وجد صعوبة في تبرير اختيارهم ضمن القائمة النهائية، لأنهم في وضعية نقص منافسة وضعف بدني وفني، كان بالإمكان جدا عدم استدعائهم لهذه "الكان" دون أن يسبب ذلك إشكالا أو حرجا لأحد.

قد يكون هذا الوضع الاستثنائي لهؤلاء اللاعبين، حافزا ومحفزا لهم، لتقديم مستوى كبير في هذه "الكان"، من جهة، لإرجاع "حق الخير" للمدرب على الثقة الممنوحة لهم، ويشاركهم في ثالث "كان" عكس كل الرياح، ومن جهة ثانية بمقدورهم جعل من نصف الفرصة هذه، محطة لإثبات أحقية التواجد في المنتخب وعدم أخذ مكانة آخرين ربما يستحقونها أكثر وبالتالي قتل كل "القيل والقال وكثرة السؤال".

هل سيكون هؤلاء اللاعبين من بين الكوكبة التي "تحمر" وجه بلماضي وتجعله بمنأى عن السيوف التي تتربص له بعد "الكان"؟. أتمنى صادقا أن يقوم هؤلاء بـ"حرث" ملاعب كوت ديفوار طولا وعرضا، فنيا وبدنيا وتكتيكيا وانضباطيا وحتى تشجيعا لزملائهم، وهم على دكة الاحتياط وإعطاء أحسن مثال بأنهم في خدمة "المنتخب" ولا شيء غيره، ولو لم يحصلوا على دقيقة لعب واحدة.

كلمات دلالية: