38serv
توفي ليلة أمس المسرحي والفنان بلفاضل سيدي محمد عن عمر ناهز 59 سنة، بعد مسار طويل في مجال التمثيل والتأليف والإخراج منذ بداياته الأولى بمسرح عمال وهران سنة 1977 والجمعية الثقافية " الأمل" التي أبقت على شعلة مسرح الهواة وأبو الفنون متقدة بمدينة معروفة بتقاليدها المسرحية.
سيوارى جثمانه الثرى، اليوم، بمقبرة عين البيضاء بوهران. التزم الفقيد بوعده قبل استدال الستار عن مساره الفني من خلال إنجاز عمل لمساندة القضية الفلسطينية والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في حق سكان غزة، بحيث قام بإخراج مسرحية " المقاومة" لكن باختيار تقنية المسرح الصامت" البانتوميم" ولغة الجسد لتمرير رسالة مفادها أن الكلمات لم تعد تجدي نفعا أمام هول الجرائم المقترفة.
جرى العرض يوم 5 ديسمبر الماضي بمسرح الجمعية الثقافية " الأمل" من أداء الممثل أحمد خوجة علي. غادر بلفاضل سيدي محمد وهو غاضبا من وضعية المسرح والفن بصفة عامة ووضعية الفنانين وطريقة برمجة المهرجانات بمعايير غير احترافية وضرورة اختيار العروض الهادفة.
ساهم من خلال ترأسه لنقابة الفنانين في تشريح وضعية ممارسي مختلف المهن الفنية وصياغة مقترحات تجسدت في قانون الفنان وبطاقة الفنان المحترف لحماية كرامة هذه الفئة الحساسة والمبدعة. كانت البدايات الأولى للراحل مع المخرج المسرحي لعايدي أحمد مؤسس " مسرح عمال وهران" سنة 1977 الذي كان بمثابة المشتلة لتكوين الممثلين ومسرح الهواة بحيث أدى أدوار في معظم أعماله.
خاض بلفاضل ابتداءا من سنة 1986 تجربة الإخراج بمسرحية " الأمواج" وتلتها أعمال أخرى كمؤلف من بينها " الزهايمر" و " الفدائي" من جملة 16 عمل مسرحي. كما ساهم مع رفيق دربه ميهوبي محمد منذ 44 سنة والجمعية الثقافية الأمل في التأسيس للعديد من المهرجانات المسرحية بمدينة وهران حافظت على مكانة أبو الفنون وخاصة على روح مسرح الهواة بإنجاز أكثر من 50 عمل. في سياق أخر، أخرج الراحل العديد من الأفلام القصيرة (الجريمة- المتمردة) حول الآفات الإجتماعية وانعكاساتها على المجتمع. كما أدى العديد من الأدوار في أفلام ومسلسلات تلفزيونية (المكتوب - الهروب – وقائع) وأدوار في أعمال سينمائية.