38serv

+ -

بعد أن ضمنت إحلال وارداتها من الوقود والبنزين، تدخل الجزائر معترك تصدير المواد البترولية من الوقود بصورة معتبرة، بداية بالبنزين خلال السنة الجارية، قبل أن تدخل مجال تصدير الغازول أو المازوت في غضون سنة 2027، خاصة مع دخول مصفاة حاسي مسعود التي يرتقب أن تضمن إنتاجا بنحو 2,7 مليون طن من المازوت.

رغم قيام الجزائر بتصدير كميات من الوقود سنتي 2022 و2023، إلا أن التصدير السنة الحالية مرشح لأن يشهد نموا ملموسا في مجال تصدير البنزين بداية. وتمتلك سوناطراك خمس مصافي لتكرير النفط الخام بقدرة معالجة إجمالية تبلغ 29 مليون طن سنويا، التي يضاف إليها وحدة معالجة المكثفات بقدرة 5 ملايين طن سنويا.

وللعلم، فإن منظومة التكرير لدى سوناطراك، تتضمن خمس مصافي بقدرة إجمالية تفوق 30 مليون طن، بداية بمصفاة سكيكدة (أر أي 1 كا)، أكبر مركبات التكرير في الجزائر، بقدرة 16,5 مليون طن، ومركب (أر أي 2 كا) "توبينغ مكثفات" بقدرة 5,5 مليون طن، إلى جانب مصفاة أدرار بقدرة 0,6 مليون طن ومصفاة الجزائر سيدي رزين (أر أي 1 زاد) بقدرة 3,645 مليون طن، وأخيرا أرزيو (أر أي 1 زاد)، بقدرة 3,75 مليون طن، وتقدر قدرة مصفاة حاسي مسعود "أر أش أم دي 2"، ب 1,1 مليون طن.

وقد تم تدعيم قدرات إنتاج مصفاة الجزائر، بمليون طن، مع برمجة مشروع انجاز مصفاة حاسي مسعود بقدرة 5 ملايين طن، إلى جانب قدرات مصفاة "أوغوستا"، وسمح تحسين أداء التكرير بتصدير ثلاث شحنات من البنزين في سنة 2022. كما سمح إعادة تأهيل مصفاة الجزائر بتحقيق زيادة معتبرة في إنتاج البنزين أدت إلى انخفاض التزويد بحرا من مصفاة سكيكدة.

وشهدت سنة 2022 انطلاق أشغال إنجاز مشروع ميثيل ثلاثي بوتيل الإيرث بأرزيو، بقدرة إنتاج 200000 طن/سنة (يستخدم ميثيل ثلاثي بوتيل الإيثر كمادة مضافة لتصنيع البنزين بدون رصاص، والتي كان يتم استيرادها). وتجدر الإشارة إلى أن 52 %من المنتجات التي تنتجها المصافي مخصصة لتلبية احتياجات السوق الوطنية وتشمل غاز البترول المسال، البنزين، المازوت، الكريوزين، زيوت التشحيم، بالإضافة إلى منتجات خاصة (وايت سبرايت، البنزين، بنزين ميثيلي، خليط الزيلني). فيما يوجه باقي إنتاج المصافي للتصدير ويشمل البنزين، المازوت، الزيوت الأساسية، والبنزين العطري. وقد بلغ حجم النفط الخام المعالج في 2022 في المصافي بالجزائر 25,5 مليون طن، بزيادة قدرها 2 %مقارنة بسنة 2021.

وبدأت أولى جهود التصدير للبنزين في 2022، حيث تم تصدير بمعية سوناطراك ثلاث شحنات/ بما يعادل 73 ألف طن من صادرات البنزين. كما شهدت سنة 2023 أيضا، عمليات تصدير، لكنها متواضعة لم تتجاوز 100.000 طن، فيما يرتقب أن تكون مستويات صادرات البنزين بالنسبة للعام الحالية أهم.

 

قدرات تكرير بـ 677 ألف برميل يوميا

 

ووفقا للتقديرات الإحصائية لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، فإن القدرات الإجمالية لتكرير النفط بالجزائر، قدرت بنحو 677.000 برميل يوميا، برسم 2022، مقابل 657.000 برميل يوميا في 2019. وتسجل هذه القدرات نسبة نمو بـ4 بالمائة. ومن المرتقب أن تتدعم القدرات الجزائرية، مع دخول مصفاة حاسي مسعود الإنتاج، التي يرتقب أن توفر نح و2,7 مليون طن من المازوت، وهو ما يفتح الباب أمام تصدير المازوت، إلى جانب البنزين آفاق 2027.

وجدير بالتذكير أن تقديرات الوكالة الضبط للمحروقات، أفادت بأن مستوى الاستهلاك الوطني للوقود بلغ برسم 2022، حوالي 17,7 مليون طن بنسبة نمو بلغ +3 بالمائة مقارنة بـ 2021، وبلغ استهلاك المازوت 10,1 مليون طن بنسبة نمو بلغ +4 بالمائة.

كما قدرت مستويات الطلب الوطني من الوقود خلال السداسي الأول من 2023، بنحو 8,69 مليون طن بنسبة نمو قدر بـ +6,7 بالمائة، وهو ما يرشح الطلب الإجمالي، برسم سنة 2023، إلى أن يكون أعلى من السنة التي سبقته، كمؤشر للديناميكية التي يعرفه السوق.