38serv
يصب جيش الاحتلال الصهيوني، منذ بدء عدوانه الغاشم على قطاع غزة، جامّ غضبه وحقده على المساجد، ويستهدفها بالصواريخ المدمرة ليسوّيها في الأرض، متجاهلا كل الاعتبارات الإنسانية والحقوقية والدينية التي كفلتها المواثيق الدولية بحرمة استهداف بيوت العبادة والرموز الدينية، وربما ليس هذا بمستغرب، فمن يستبيح دماء الآلاف من الأبرياء بلا رادعٍ من أخلاق ولا قيم، فكيف له أن يحترم بيوت الله بأسقفها وجدرانها ومآذنها.
ولم يتورع الاحتلال الصهيوني عن استهداف المدنيين، فقتل منهم حتى اليوم أكثر من 25 ألفا معظمهم من النساء والأطفال، وأصاب أكثر من 62 ألفا آخرين، فضلا عن نزوح مئات الآلاف، استهدف أيضا دور العبادة فقصف مئات المساجد، حتى بلغ عدد المساجد التي تم تدميرها أكثر من 380 مسجدا، ناهيك عن 3 كنائس.
وفي كلمته الأخيرة، تطرق المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إلى تعمّد الاحتلال استهداف المساجد، حتى دمّر معظمها، وتسبّب في وقف الأذان الذي هو إشعار بدخول وقت الصلاة، ووجه في ذلك رسالة للأمة العربية والإسلامية. وأكد أبو عبيدة أن كل ما تملكه المقاومة من أسلحة “لم تكن تجدي نفعا أمام الترسانة الأمريكية القذرة التي نواجهها في أيدي مرتزقة الصهاينة في الميدان لولا الصناعة الأهم التي نمتلكها، وهي صناعة الإنسان المقاتل، ذلك الفلسطيني المقاوم المجاهد الذي لا تقف قوة في الأرض أمام إرادته وإصراره على مواجهة قاتلي أجداده وآبائه ومدنسي مسراه ومحتلي تراب وطنه”. وتساءل: ماذا ستفعل تكنولوجيا الصواريخ والدبابات المحصنة والطائرات الحديثة بأسلحتها الفتاكة أمام قوة إيمان مجاهد يمكث شهرين وأكثر في عقدته الدفاعية، منتظرا القوات المتقدمة، منتظرا الظفر بعدوه، وتنفيذ مهمته، محتسبا كل ذلك لله مؤمنا بعدالة قضيته.
وقال أبو عبيدة: “نرى من واجبنا الجهادي والديني أن نحيط ملياري مسلم في العالم أن العدو الصهيوني وخلال مائة يوم، دمّر معظم مساجد قطاع غزة، ودنّس وأحرق وجرّف تلك التي وصلت إليها آلياته على الأرض، وأوقف الأذان والصلاة في حرب دينية واضحة، استكمالا لما بدأته عصابات الصهيونية الدينية من حرب على المسجد الأقصى”. وشدّد أبو عبيدة على أن “أضعف الإيمان على من عجز عن نصرة الدماء البريئة أن ينصر المساجد”، ودعا العالم العربي والإسلامي إلى “إقامة صلوات القنوت في كل المساجد ورفع الدعوات بنصر المقاومين”.
ووفقًا لآخر إعلان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الخميس الماضي، فقد دمّر الاحتلال 157 مسجدا بشكل كلي، فيما دمّر 246 مسجدا بشكل جزئي، بالإضافة لتدميره 3 كنائس في غزة.