38serv
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الدكتور باسم نعيم، أنهم يعتبرون الجزائر والجزائريين "شركاء في المعركة وليس متفرجين أو متعاطفين، وأكد بأنهم في الحركة مطمئنين للموقف الجزائري. مبرزا أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر بعد الحرب للمساهمة في الدعم الإنساني وإعادة إعمار غزة، واعتبر أن عملية 7 أكتوبر كانت نصرا استراتيجيا جعل الانتصار على الكيان وتفكيكه أمر ممكن جدا.
وقال الدكتور باسم نعيم في لقاء مع "الخبر"، على هامش زيارته إلى الجزائر، أن هناك مساحات عمل كبيرة وواسعة لمساندة الفلسطينيين والموقف الفلسطيني خلال هذه المعركة، سواء على المستوى الدبلوماسي أو السياسي أو الإنساني، حيث أشاد بتحرّك الجزائر على مستوى مجلس الأمن الدولي، لبحث إمكانية تحويل قرارات المحكمة إلى برنامج. وأكد أن الخطوة تعتبر "دعما سياسيا كبيرا". مشيرا إلى أنه "إذا استعملت الولايات المتحدة الأمريكية، الفيتو، سيتعقّد المشهد على الكيان وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر لأنه سيعزلهم، فمن غير المعقول 153 دولة صوّتت لصالح وقف إطلاق النار استخدموا الفيتو ضده".
وأوضح في هذا السياق، أن "محكمة العدل الدولية، أعلى سلطة قضائية في العالم، تؤكد وجود إبادة جماعية وتطالب باتخاذ إجراءات على الأقل في البعد الإنساني لمنع هذه الإبادة الجماعية، ومع ذلك يستعملون الفيتو". ومعنى ذلك، حسبه، أنهم "سيضعون أنفسهم في موقف دولي وحتى داخلي حرج. اليوم جو بايدن حتى هذه اللحظة، لم يستطع أن ينظم مهرجانا انتخابيا واحدا حتى النهاية، فما أدراك أنه اليوم يقف ضد محكمة العدل الدولية التي رئيستها أمريكية".
وأشار في معرض حديثه، عن الموقف الجزائري والدعم القانوني الذي قدّمته من تنظيمها "مؤتمرا نقابيا قانونيا ضخما جدا في بداية الحرب، ثم دعا الرئيس عبد المجيد تبون، مشكورا، إلى ملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية" وكذا "دعم الجزائر لموقف جنوب إفريقيا، وهناك دعم أيضا على المستوى العربي، نحن نعرف أنه في المساحة العربية توجد هناك خلافات وتدافع، لكن نحن مطمئنون حين تكون الجزائر موجودة، أن الموقف سيكون داعما للموقف الفلسطيني والحق الفلسطيني".
وتوجّه القيادي الفلسطيني، بطلب الدعم الإعلامي، بإبراز والترويج للرواية الفلسطينية كونها تتواجد "في مساحة في قلب الناطقين باللغة الفرنسية أو المنطقة الفرانكفونية، سواء في الجانب الآخر في أوروبا أو في هذه المنطقة". مشددا على أن من "يحمل الرواية الفلسطينية باللغة الفرنسية أو الإسبانية بل حتى بالأمازيغية، يقدّم خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية، لأن جزء من الصراع هو صراع الرواية في كل المساحات".
أما على الصعيد الإنساني، فأكد القيادي الفلسطيني، بأن "الجزائر بلد كبير وإمكاناته هائلة، سواء الآن أثناء العدوان أو بعد العدوان وهو الأخطر، سنكون أمام معركة كبيرة جدا في موضوع إغاثة الناس وإيواء الناس وإعادة الإعمار، نتكلم عن 70 بالمائة دمّرت من غزة، وإعادة الإعمار يحتاج إلى وقت طويل ويحتاج إلى أموال ضخمة جدا، ويحتاج أيضا إلى خبرات ضخمة جدا، ولذلك بالتأكيد المساحة الإنسانية والدعم الإنساني سيكون مطلوب جدا خاصة من دولة مثل الجزائر، شعبها بطبيعته متعاطف، الحكومة موقفها ملتزم ومنضبط وخاصة كما قلت إذا توقّف العدوان".
وتوقّع المتحدث أن الاحتلال الصهيوني "سيحاول تعويض فشله العسكري والأمني والسياسي، باستمرار الخناق والحصار، حيث أن المقاومة تجد نفسها بعد انتهاء العدوان في مواجهة 2 مليون إنسان في حاجة إلى مساكن ومدارس وجامعات، إذا لم يأت السند والمساندة من إخواننا في الجزائر وغيرها من الدول بالتأكيد، سنكون في موقف صعب جدا". وقال بأن "هناك 70 ألف جريح منهم 7000 بحاجة ماسة للخروج من غزة للعلاج".
وفي رده على سؤال حول أسباب تعطّل إخراج الجرحى من القطاع، أوضح المتحدث "الأمور على الأرض معقّدة، جزء منها متعلق بأن قوائم الجرحى يجب أن تحوّل للاحتلال الإسرائيلي لإعطاء الموافقة على الخروج، فلما تبعث لهم قائمة بها 150 جريح يوافقون على عشرة أو عشرين ويرفضون الباقي، وأي جريح له علاقة بالمقاومة السياسية يرفض، وهناك عدد كبير من الجرحى استشهدوا بسبب الجراح التي يمكن معالجتها".
من جهة ثانية وفي سؤال حول، هل المقاومة انتصرت في الحرب بالنظر إلى ما أنجزته في أرض المعركة بالرغم من الخسائر البشرية والمادية بسبب بربرية الاحتلال، أجاب الدكتور باسم نعيم قائلا "نحن انتصرنا في 7 أكتوبر وانتهت المعركة وحقّقنا انتصارا استراتيجيا ووضعناه في الجيب إلى المستقبل كما يقولون، وما بعد 7 أكتوبر كلها انتصارات إضافية، والاحتلال جاء بـ 3 أهداف لم يحقق منها ولا شيء"، بالعكس نحن في المقاومة كل يوم "سواء في الإدارة أو السيطرة أو التحكم في العدو، فكل يوم نرسل العشرات من الجنود ما بين جرحى وقتلى، عشرات من الآليات مدمّرة جزئيا أو كليا". وكان الاحتلال قد اعترف "أنه لم يكن يتصور بأن شبكة الأنفاق بهذا التعقيد وبهذه القوة، وما دمّرناه جزء بسيط من حقيقة المدينة التي تحت الأرض، لذلك نحن نعتبر أنفسنا حققنا انتصارا تكتيكيا واستراتيجيا كبيرا". وأضاف في هذا السياق "يكفينا أنه قبل 7 أكتوبر إمكانية النصر وإمكانية هزيمة إسرائيل كانت عليها نقطة استفهام"، لكن بعد هذا التاريخ "أصبح التحرير والنصر وتفكيك الكيان ممكن وممكن جدا".