38serv
عندما يبدي وزير التربية الفرنسي السابق لوك فيري تخوفه على مستقبل إسرائيل، لأن 80 بالمائة من سكان العالم أضحوا يكرهونها، ولما تقول منظمة العفو الدولية إن "الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أطول احتلال عسكري وأحد أكثرها فتكا في العالم"، وحين يعلن وزير خارجية الصين وانغ يي "لقد شردت أجيال من الشعب الفلسطيني ولم تتمكن من العودة إلى ديارها حتى يومنا هذا. وهذا هو الظلم الأطول أمدا في عالمنا"، فذلك أكبر انتصار لغزة وأكبر هزيمة للكيان الذي زالت حول وجهه القبيح كل أنواع "الماكياج".
مازالت حكومة نتنياهو تبحث عن نصر عسكري لم تحققه ولن تحققه مهما استعملت من وسائل عسكرية، لأنها خسرت حرب الصورة التي كانت تتحكم في صنعها والدعاية لها، بعدما اكتشف العالم الوجه الحقيقي لهذا الكيان الغاصب المختص في قتل الأطفال والنساء بالآلاف والرافض الانصياع للشرعية الدولية والذي صدر ضده أكثر من 50 قرارا أمميا وضعفها من لوائح التنديد ضد ممارسته العنصرية .
لما يقول الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا: "ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة أخرى في التاريخ. في الواقع، سبق أن حدث بالفعل حين قرر هتلر أن يقتل اليهود، ما فعله هتلر باليهود يشبه ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين وغزة"، فهو قد كسر "الهولوكست" الذي كانت تحتكره إسرائيل لنفسها وترفض أن يشاركها فيه أحد من الشعوب المضطهدة الأخرى، رغم تعرضها لنفس معاناته، ما يعني أن هذه "البكائية" التي ظلت تستعملها إسرائيل لجني الأموال وضمان التعاطف الدولي وإخضاع حكوماته لإرادتها، انقلبت عليها بعدما أضحت في قفص الاتهام في محكمة العدل الدولية بممارسة "الهولوكست" ضد الشعب الفلسطيني، وظهرت عورتها أمام الرأي العام العالمي بأنها كيان دموي وعنصري وجيشه يمارس الإبادة في أبشع صورها مع سبق الإصرار والترصد.
ويكون هذا وراء ما ذهب إليه زير الخارجية وانغ يي: "لقد شردت أجيال من الشعب الفلسطيني ولم تتمكن من العودة إلى ديارها حتى يومنا هذا. وهذا هو الظلم الأطول أمدا في عالمنا". فإذا كانت هذه السياسة الممارسة من قبل الكيان وراء كراهية 80 بالمائة من سكان العالم لإسرائيل، مثلما أبدى وزير التعليم الفرنسي الأسبق لوك فيري تخوفه من ذلك، فإن أحد المؤثرين السويديين يرى أنه "كلما زاد قتل الصهاينة لهذا الشعب، كلما زاد تدفق دم فلسطين في عروق كل كائن بشري في هذا العالم، مهما كانت قارته"، وهو ما يعني أن شعوب العالم قد اختارت صفها ورسمت عزلة هذا الكيان المحتل، لذلك دعت منظمة العفو الدوليـة لأنه "على إسرائيل إنهاء احتلالها لفلسطين لوقف تأجيج نظام الفصل العنصري وانتهاكات حقوق الإنسان. الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أطول احتلال عسكري وأحد أكثرها فتكا في العالم"، وهي دعوة ترسم عزلة هذا الكيان الدموي شعبيا وأمميا وقضائيا وقانونيا وديمقراطيا، وهي هزيمة إستراتيجية له لن يمحيها أي نصر عسكري مهما كان .