38serv
أبرز عميد جامع الجزائر، محمد المأمون القاسمي الحسني، اليوم الجمعة، أهمية هذا الصرح الحضاري في تحصين القيم الدينية والوطنية على منهج الوسطية والاعتدال لكل أبناء الجزائر بمختلف مكوناتهم وتنوع نسيجهم الثقافي.
وفي خطبة أول صلاة جمعة بجامع الجزائر بعد تدشينه، الأحد الفارط، من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أعرب الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني عن الفخر بافتتاح هذا الصرح الحضاري ليكون "الجامع لكل أبناء الجزائر بمختلف مكوناتهم وتنوع نسيجهم الثقافي والمحصن لقيمهم الدينية والوطنية على منهج الوسطية والاعتدال".
وقال عميد جامع الجزائر في هذا الشأن: "إننا نريد له أن يكون امتدادا للتاريخ الوطني الحافل بالأمجاد ومركز إشعاع علمي وديني نسعى من خلاله إلى إعطاء الصورة الحقيقية للرسالة الحضارية التي تؤديها المؤسسات الدينية".
كما اعتبر افتتاح هذه المنشأة "لحظة تاريخية في تاريخ البلاد وإنجازا يؤكد انتماء الجزائر الأصيل ومرجعيتها المستمدة من رصيدها التاريخي وعطاء علمائها وإسهامات مراكزها العلمية على مر العصور".
وذكر في هذا الإطار بأن جامع الجزائر شيد فوق أرض سقتها دماء الشهداء المقاومين الذين سقطوا في مجزرة "العوفية" بالحراش، غير بعيد عن المحمدية، خلال الأشهر الأولى للاحتلال الفرنسي، ما يجعل منه "عربونا للوفاء الخالص وتجديدا للعهد تجاه من فدوا هذا الوطن وقاوموا الاحتلال منذ أن وطئت أقدامه أرض الجزائر الطاهرة".
ولفت عميد جامع الجزائر إلى أن المعاهد والمدارس والزوايا الدينية "لطالما شكلت معاقل للتربية والجهاد، وهو الدور الذي تولته بعد ذلك جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي دفعت عن الشعب الجزائري مخاطر التنصير وحافظت على عقيدته وقيمه".
كما عرج الشيخ المأمون القاسمي الحسني على ما يعيشه العالم اليوم من "أزمة ضمير وانهيار في القيم والأخلاق وازدواجية في المعايير"، معتبرا أن "الحرب الإجرامية والإبادة الجماعية الدائرة على أرض فلسطين أكبر دليل على ذلك"، محذرا من آثار هذه الأوضاع المتردية التي "تفاقمت في ظلها ظاهرة الإساءة إلى الرموز والمقدسات الدينية".
وبعد أن أكد على "وقوف العالم أجمع على حقيقة الصراع القائم مع الكيان الصهيوني الدخيل وعدالة قضيتنا المركزية"، شدد عميد جامع الجزائر على إصلاح المجتمعات البشرية عبر "إعادة بناء ثقافة الحوار على أسس صحيحة وتنمية الوعي بالحق في الاختلاف".
وأعرب عن أمله في أن يكون جامع الجزائر "مركزا روحيا وثقافيا عالميا يسهم مع مراكز العالم الأخرى في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام والرد على من يسيئون إلى المسلمين ويتهجمون على دينهم الحنيف".
ودعا في هذا الصدد الأمة الإسلامية إلى "الابتعاد عن التشتت والتفرق"، معتبرا أنه "آن الأوان لترك روح العصبية والإقليمية والانتظام تحت لواء الوحدة والتضامن بين شعوبنا".
للإشارة، عرفت صلاة الجمعة حضور أعضاء من الحكومة وعلماء ومشايخ، بالإضافة إلى جمع غفير من المصلين.