38serv

+ -

عندما قصف جيش الاحتلال الصهيوني مستشفى المعمداني في غزة عبر الغرب عن صدمته من ذلك لكن لم يكن موقفا عن تجاوز الخط الأحمر، لأنه بعدها تم تهديم 20 مستشفى بالكامل في غزة دون أي رد فعل أو تنديد .

كما أن منع دخول المساعدات الإغاثية جريمة حرب في القانون الدولي، لكن الغرب يغطي على مجزرة "الطحين" بالتظاهر بالبحث عن الحل في السماء وعبر ميناء في البحر ليغطي على الحل الموجود على الأرض .

الكل يتذكر ردود فعل الغرب الغاضبة إزاء قصف مستشفى المعمداني في بداية الحرب ضد غزة، واعتقد الجميع أن ذلك سيكون بمثابة خط أحمر أمام الكيان المحتل، رسمته حكومات أوروبا وأمريكا، لكن كم من مستشفى قصف من يومها في غزة؟ منظمة الصحة العالمية صنفتها بأنها كلها خارج الخدمة، ليس مستشفيات غزة فقط، بل معها المراكز الصحية أيضا، وهي الأماكن المحمية بموجب القانون الدولي

وفي الوقت الذي مات فلسطينيون بـ"الجوع" بسبب منع الكيان المحتل دخول المساعدات الإغاثية، بتواطؤ من الحكومات الغربية، يفكر هذا الغرب في بناء ميناء بحري ليكون البوابة لدخول المساعدات للتغطية على المعابر البرية المتعددة التي يسيطر عليها الكيان المحتل ولا يراد الضغط عليه لفتحها، وذلك لخلق انطباع لدى الرأي العام بأن غزة ليست في الخريطة ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر إلقاء المساعدات الإغاثية من السماء أو انتظار إغاثتها عبر بناء ميناء في البحر، وهو تحايل غربي هدفه تمكين الكيان المحتل من تنفيذ المهمة القذرة في القتل والتهجير القسري للسكان في غزة .

فهل حقا ليس بمقدور الغرب التدخل لوقف كل جرائم الحرب المقترفة في غزة، ومنها جريمة الإبادة الجماعية التي أقرتها محكمة العدل الدولية، وهو الذي نفذ عقوبات ضد أفراد ومنظمات وقام بتجميد حسابات وأرصدة شخصية للمتورطين بارتكاب جرائم لا مجال لمقارنتها مع جرائم الاحتلال البشعة؟ لم يفرض الغرب (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية) أي عقوبات اقتصادية أو مالية أو حظر للسلاح مع الكيان المحتل، حتى بعدما حذرت محكمة العدول الدولية من الإبادة الجارية في غزة، بل توجد أكثر من 750 مؤسسة أوروبية تمول بناء المستوطنات ودعم اقتصادها في غزة والضفة الغربية وهي تعلم أن المستوطنات تعتبر جريمة حرب في القانون الدولي.

أكثر من ذلك تستقبل الأسواق الأوروبية المنتوجات التي تصدرها المستوطنات، رغم أنها تعتبر أراض محتلة ولا يجوز التعامل معها تجاريا .

لم يعد لحديث الغرب عن المساعدات الإغاثية أي معني، لأنه مجرد قول يكذبه الواقع وتعريه الشهادات والصور، لأن مناطيد الرغيف الذي ترميه الدول جوا من طائراتها تقتل الجوعى بالسلاح نفسه الذي أرسلته نفس الدول التي تدعي الإغاثة وتتظاهر بالبكاء على الحالة اللاإنسانية في غزة. فهل سمعتم بازدواجية في التاريخ أكثر من هذه؟

 

كلمات دلالية: