38serv
قام دعاة سلام مدعومون بفعاليات من اليسار الفرنسي وأعضاء في جمعية الجزائر -فرنسا بإزالة لوحة شارع في منطقة مونتيماران ببيزيي، تحمل اسم الرائد دونوا دو سان مارك، القائد السابق لفرقة قوة اللفيف الأجنبي ومدير مدير ديوان الجنرال الدموي ماسو خلال معركة الجزائر.
وأعاد الناشطون إطلاق الاسم القديم ونصب لوحة تسمية الشارع الذي كان يحمل اسم 19 مارس 1962 الذي يؤرخ لبدء سريان وقف إطلاق النار بين جيش التحرير الوطني والجيش الفرنسي، تطبيقا لاتفاقيات وقف إطلاق النار المعروفة باتفاقيات إيفيان.
وهذه المرة العاشرة التي يتم فيها هذا التحرك تحديا لرئيس البلدية اليميني المتطرف روبير مينار الذي أزال الاسم السابق للشارع بعد توليه منصبه في 2014، وفق ما ذكرته وسائل إعلام فرنسية.
وإلى جانب عمله في مكتب الجنرال ماسو لعب الرائد الذي توفي في 2013 دورا في الانقلاب الذي قاده الجنرالات في 1961 ضد الجنرال ديغول، قبل اعتقاله وإدانته بالسجن لعشرة أعوام، قبل أن يتم العفو عنه في 1966، ثم أعيد له الاعتبار وتكريمه من الرؤساء السابقين جاك شيراك ونيكولا ساكوزي بمنحه ميداليات شرف.
وفي سياق آخر أعلن المؤرخان الفرنسيان فابريس ريسبوتي وألان روسيو انخراطهما في نداء رفض إقامة تمثال خاص للجنرال مارسيال بيجار في مدينته الأم تول، بتهمة مشاركته في جرائم حرب أثناء الفترة الاستعمارية للجزائر.
وجاء في بيان للمؤرخين، نُشر في وسائل إعلام فرنسية، أن "أكثر ما تم توثيقه من أعمال الجنرال بيجار هو أفعاله خلال استعمار الجزائر". ووفق المؤرخين فإن بيجار هو مؤلف "دليل مكافحة حرب العصابات"، الذي يدعو فيه ويبرر استخدام التعذيب ويضع له حتى قواعد. وفي عريضتها، طالبت مجموعة "التاريخ والذاكرة لاحترام حقوق الإنسان"، بلدية تول، بالتخلي عن مشروع إقامة تمثال للجنرال بيجار في الفضاء العام.
وتشهد فرنسا هذه الأيام نشاطات واحتفالات يبرز فيها حضور قدماء الجيش الفرنسي والحركى، من خلال وقفات تذكارية. وفي هذا السياق اعتبرت باتريسيا ميراليس، كاتبة الدولة الفرنسية لشؤون قدماء المحاربين، في رسالة لها بالمناسبة، أن الوقوف في هذه الذكرى ليس احتفالا بنصر عسكري أو بهزيمة، موضحة أن مآل حرب الجزائر لم يحسم بالسلاح.
وحملت المسؤولة الفرنسية، وهي من أبوين من الأقدام السوداء، في كلمة لها ألقيت أمام معلم يخلد حرب الجزائر وأحداث تونس والمغرب، رسائل موجهة للأقدام السوداء والحركى، متحدثة عن معاناتهم والنكران الذي تعرضوا له، غير أنها شددت على أهمية مصالحة الذاكرات في فرنسا "الذي يتعين على الجميع المشاركة فيه، بكل وضوح وصدق في مواجهة الحقائق"، موضحة "أنه من الواضح أن هذا الطريق طويل وصعب ولكنه ضروري ومفيد".