تحذير من اللحوم مجهولة المصدر

انتقد بياطرة تهميش الطب البيطري وعدم إيلائه الأهمية القصوى التي يستحقها للعب دوره كاملا، وعلى الوجه الأمثل، للمساهمة بقوة في بناء الاقتصاد الوطني وترقية الخدمات البيطرية التي تساهم بشكل كبير في تطوير وتحسين الإنتاج الفلاحي في شعبة اللحوم الحمراء والبيضاء والحليب والثروة الحيوانية بالبلاد.

في مداخلته خلال الملتقى الوطني للطب البيطري المنظم من طرف جمعية الحكمة للأطباء البياطرة بميلة، الموسوم بـ"الصحة والأمن الغذائي بين الطب البيطري والطب البشري"، حذر البيطري كمال إيدير، مفتش رئيسي بولاية باتنة، من غياب حلقة هامة في حماية الثروة الحيوانية والصحة العمومية والأمن الغذائي، وذلك، كما قال، بغياب عملية تتبع أثر اللحوم البيضاء والحمراء على حد سواء، مستدلا بما يتم حجزه من المصالح المختصة من كميات معتبرة من اللحوم ذات مصدر مجهول، وهو خطر يجب مكافحته.

وأوضح المتدخل أن الجهل بمصدر اللحوم أو عدم تتبع أثر اللحوم له آثار سلبية من الناحية الاقتصادية من جهة وعلى الصحة العمومية والأمن الغذائي من جهة أخرى، حيث يهدد بتراجع الثروة الحيوانية التي تحتاج إلى متابعة صحية بيطرية ويشكل خطرا آخر على سلامة المستهلك والصحة العمومية. وحذر إيدير من خطورة بعض الأغذية التي تقدم للدواجن والتي تعود آثارها الصحية على المستهلك، كما طالب وزارة الصحة والهيئات المختصة بضرورة وضع آليات رقابة صارمة ومعاقبة كل المخالفين للمسار القانوني لإنتاج وبيع اللحوم.

من جهته، انتقد الطبيب البروفسور كمال ميرود، أستاذ محاضر بجامعة الطارف، تهميش الطب البيطري وتوصياته في مجال تنمية الثروة الحيوانية في الجزائر وتغييب دوره ميدانيا، وكذا السياسة المتبعة في إنتاج وتطوير الثروة الحيوانية، حيث قال إن أساس تطوير الثروة الحيوانية يقوم على العناية بالتكاثر والإنتاج للرفع من هذه الثروة كما ونوعا، وبالتالي توفير المنتوجات ذات المصدر الحيواني وتحقيق الاكتفاء الذاتي والعمل على التصدير والتقليص من فاتورة الاستيراد، لاسيما في شعبة الحليب.

وفي هذا الصدد كشف البرفيسور ميرود أن الجزائر تستورد 500 ألف طن من بودرة الحليب سنويا بقيمة مالية تفوق مليار دولار، معلقا بالقول "هذا غير مقبول ووصمة عار علينا"، مضيفا أن الجزائر قادرة على إنتاج الحليب وتحقيق الاكتفاء الذاتي بأريحية لو يتم تفعيل دور البياطرة وإعطاء الأهمية اللازمة لمهام البياطرة، "الكفاءة موجودة والبيئة مناسبة والثروة الحيوانية موجودة، فكيف لنا أن نستورد الحليب بهذه الكمية المعتبرة"، كما قال.

من جهته أوضح البيطري لزهر بلخضر أن الطب البيطري على علاقة وطيدة ومتينة بالطب البشري، وصحة الإنسان تقوم على غذائه وأغلب غذاء الإنسان مصدره حيواني، وبالتالي فإن الطب البيطري يكمل الطب البشري ويحمي من خطورة الأمراض بضمان غذاء آمن.