38serv
خرجت، مساء اليوم الأربعاء، بقالمة، حشود غفيرة من مختلف الشرائح، يتقدمها براعم الكشافة الإسلامية وسلطات الولاية المدنية والأمنية والعسكرية، في مسيرة سلمية تخليدا لأرواح ضحايا مجازر 08 ماي 1945، التي لم ولن تمّحي من الذاكرة إلى اليوم.
انطلقت المسيرة السلمية التخليدية، في حدود الرابعة مساء، وسلكت المسار التاريخي "لمسيرة الشرف" ذاك الثلاثاء الأسود من يوم 08 ماي 1945، وذلك من منطقة الكرمات بأعالي مدينة قالمة، بحشود من مختلف الشرائح يتقدمها براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية، الفرقة النحاسية، الأسرة الثورية، سلطات الولاية المدنية والأمنية والعسكرية، فرق من المؤسسات الشبانية والثقافية والرياضية، إلى جانب حشود غفيرة من المواطنين.
وقد تميزت المسيرة السلمية بصورة لمربع أسود ضم نحو 100 امرأة تحملن لافتات طويلة كتب عليه ا"أمهات وأخوات ضحايا مجازر 08 ماي 1945 ببلدية قالمة"، وترتدين لباس "الملاءة السوداء" بما تمثله الصورة من رمز للحداد الذي يوشح هذا اليوم الذي تحولت فيه مدينة الثامن ماي الأشم إلى بركان من الدماء، بعد خروج مواطنيها ومواطني سطيف وخراطة، وغيرها من مناطق الوطن المفدّى، في مسيرة سلمية احتفاء وابتهاجا بانتهاء الحرب العالمية الثانية، ومطالبة بالحرية على غرار شعوب المعمورة، ليُواجهوا بشتى صور التقتيل والتنكيل والإبادة من "بوليس" و"جندرمة" فرنسا وميليشيات الموت المسخّرة، وتستمرّ المجازر لأيام وشهور كما ذكر مؤرخون.
وبوصول الحشود إلى نهج عنونة ضمن المسار التاريخي نفسه، تعالت الأناشيد الثورية كما بالأمس وتعالت معها بعض زغاريد الحرائر القالميات، لتواصل الحشود مسيرتها عبر نهج ابن باديس، عديم اللقب عبد الكريم وصولا إلى ساحة 08 ماي أين سقط أول شهيد بومعزة عبد الله المدعو حامد، حيث رست الجموع لتستمع إلى النشيد الوطني الجزائري وكلمة لرئيس جمعية 08 ماي وفاتحة الكتاب ودعاء من الشيخ مسعود إمام مسجد ابن باديس.