38serv
ستكون "الجمعية الفرنسية" مطلع 2025، على موعد مع جدل متجدد بخصوص ماضي فرنسا الاستعماري في الجزائر، على إثر إعلان أربعة نواب من اليسار عن إيداع مقترح قانون يرمي إلى اعتراف الدولة بمسؤوليتها عن مجازر 08 ماي 1945.
وأكدت البرلمانيات صبرينة صبايحي وفتيحة حاشي (أصولهما جزائرية) وإيلزا فوسيون ودانيال سيموني، في تصريحات للصحافة الفرنسية، بمناسبة الاحتفالات في فرنسا بمرور 79 سنة على استسلام النازية في الحرب العالمية الثانية، عن تأسيس "فوج عمل" مهمته الإعداد لمقترح قانون تتحمل فرنسا بموجبه رسميا، دماء آلاف الجزائريين الذين قتلهم البوليس الاستعماري في سطيف وقالمة وخراطة، بينما خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بالاستقلال.
وكانت صبايحي وراء لائحة برلمانية لإدانة مجازر 17 أكتوبر 1961، صادقت عليها الجمعية الفرنسية في مارس الماضي.
وطالبت صاحبات المسعى، في تصريحهن المشترك، بـ "إتاحة الفرصة للباحثين في التاريخ للوصول إلى الأرشيف الخاص بهذه المذابح، وإدراج الأحداث الدامية في مقررات التاريخ (الدراسية)، وهذا بهدف تسهيل تناقلها احتراما لواجب الذاكرة".
ومما جاء في التصريح: "في 08 ماي 1945، بينما كان الشعب الفرنسي يحتفل بالهدنة وباسترجاع السلام والانتصار على النازية، اندلعت بمدن سطيف وقالمة وخراطة بالجزائر، أعمال قمع دموية ضد مظاهرات قومية مطالبة بالاستقلال ومعادية للاستعمار".
وتضمنت وثيقة البرلمانيات أيضا، أن الجيش الفرنسي ومعه مليشيات كولونيالية عديدة ضمت مدنيين أوروبيين، "زرعوا (خلال الأحداث) الرعب من أجل إعادة فرض النظام الاستعماري دفاعا عن الجزائر فرنسية".
وأبرزت بأن "الحكومة الجزائرية تؤكد بأن 45 ألف قتيل خلفتهم المجازر، وأعمال المؤرخين تفيد بأن حصيلة تتمثل في عشرات الآلاف من الضحايا تم توقيفهم وتعذيبهم قبل إعدامهم، وفق إجراءات اتخذت على جناح السرعة".
واستندت الوثيقة إلى تصريح للسفير الفرنسي بالجزائر سابقا، هوبر كولين دوفارديار، يعود إلى عام 2005، وصف فيه المجازر بـ "تراجيديا لا تقبل الاعتذار".
وعلى أساسه، قالت البرلمانيات أن "الوقت حان للذهاب أبعد من هذا"، أي أكثر من مجرَد اعتراف بأن أحداث 08 ماي 1945 مجازر تستحق الإدانة وفقط.
وتعهدت البرلمانيات، بأن "فوج العمل" الخاص بمقترح القانون، سيشتغل على تنظيم جلسات استماع ومؤتمرات، ورحلات إلى مواقع المجازر في الجزائر. وبأنه يطمح إلى "رفع مقترح قانون موحد من أجل الاعتراف بأن هناك ثامن ماي 1945 آخر".
في إشارة إلى أنه توجد ذكرى أخرى بجنب الاحتفالات بالهدنة وهزيمة ألمانيا، غير معترف بها، وهي مذابح تكبدها الجزائريون في بلدهم عندما ذكَروا فرنسا بوعدها بمنحهم الاستقلال، في حال تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.
ونشرت صابرينة صبايحي، بهذا الخصوص، على حسابها بمنصة "إكس": "في 08 ماي 1945 استسلمت ألمانيا النازية. اليوم، بينما عادت الحرب إلى أبواب أوروبا (الحرب في أوكرانيا)، يجب أن تكون المعركة ضد الظلامية والعنصرية ومعاداة السامية، وكل أشكال الكراهية، بمثابة بوصلتنا خدمة للسلام بين الشعوب".