38serv
كشفت البروفيسور مساحلي كلثوم رئيسة مصلحة الطب الشرعي، بالمركز الاستشفائي الجامعي في البليدة، أن موت الفجأة والسكتة القلبية "غير المتوقعة" قد يحدثان لأسباب مخفية مجهولة، وأحيانا لعوامل وراثية غير معلومة، وهم يحاولون ويجتهدون لتفادي وقوع مثل هذه الوفيات والوقاية منها، وإنقاذ أرواح من هم مهددون التعرض لمصل هذا النوع من السكتات البيولوجية، خاصة بين الحالات التي تحدث دون مقدمات أو ملف طبي.
البروفيسور مساحلي أوضحت لـ " الخبر"، على هامش الأيام الطبية و الجراحية المنظمة نهاية الأسبوع، بالمركز الاستشفائي الجامعي فرانتز فانون، في شعار " الواقع والآفاق"، أن موت الفجأة الناجم عن السكتة القلبية ، هي تلك الحالة التي تحدث بشكل غير متوقع، تمس الجنسين ومختلف الفئات العمرية، دون استثناء حتى الرضع ، في مثال حي تعرض رضيع في عامه الثاني إلى سكتة قلبية رمضان المنصرم 2024ـ يكون المتوفي فيها يعيش حياة طبيعية عادية ، غير مصاب باي مرض، أو سبق له الخضوع للعلاج والمتابعة الطبية ، بالمختصر قالت أن مثل هذه الحالات في العادة تحدث دون مقدمات، ممثلة كلامها في شخص ينام و لا يستفيق، أو يسقط جثة في العمل، أو هو جالس أو وسط عائلته ، يراجع لأبنائه ، و الامثلة في ذلك كثيرة ، المشترك بين كل هذه الوضعيات ، أن المتوفي يكون في عافية و يؤدي نشاطه اليومي بشكل لا يشوبه اي شك، وفجأة و دونما سبب أو عرض مرضي، يتوقف نبض القلب و تنتهي حياة ذلك الشخص، تاركة صدمة واسئلة محيرة بين محيطه العائلي، وحتى الاطباء، والحقيقة حسب الفرضية العلمية ، تقول أن السبب قد يكون وراثيا ، وهنا توجب التدخل و الوقاية لإنقاذ بقية أفراد العائلة من الخطر، والتي قد تكون لديها أسباب وراثية مشتركة، وتوجب وضع إستراتيجية جديدة ، والاجتهاد في عمل منسق مع كل المعنيين ، لتفادي التعرض لخطر " السكتة القلبية"، مع الحرص أن يكون فيه دورة تقييمية إن صح القول كل 03 سنوات ، وأن كل هذا العمل سيسمح بتفادي تقديم شهادة وفاة دقيقة ، بعيدة عن "حالات محرجة ومؤلمة" ، تضطر أحيانا إلى "استخراج جثة المتوفي" للتشريح، في حال وقوع الشك والشكوى، وحالات مثل هذه وقعت و قد تتكرر.
وعادت البروفيسور مساحلي ، بالحديث عن واقع الطب الشرعي في الجزائر، وقالت بأن الرقم الحالي يشير إلى وجود أكثر من 400 طبيب مختص في التشريح ، بكل المراكز الاستشفائية الجامعية، والإشكال المطروح اليوم ، هو النقص في بعض الحالات في " الإمكانيات"، وليس في عدد الأطباء، مدققة أن الطب الشرعي تطور بشكل، وأصبح يستعمل فيه الذكاء الاصطناعي وسهلت الرقمنة المأمورية على مجموعهم، ولم يعد مثل ما كان يتركز على " العين المجردة" ، وأن توفير هذه الوسائل والإمكانيات ، ستساعد في العمل ، و "تحفظ حقوق الناس" ، و تساعد أيضا في "التكييف القضائي" ، إن كان الأمر يعني تهمة مجنحة أو جناية، وكل ذلك مرتبط بمدى توفر وتوفير تلك الإمكانيات ، حتى يكون العمل و الأداء مثاليا.
و بدورها علقت البروفيسور سارة فرح رئيسة مصلحة التوليد والنساء ومديرة الملتقى العلمي، أن هذه الأيام الطبية، هي لـ"تقييم و تشريح الوضع الصحي عموما"، وعرض النقائص والبحث في عمل منسق بإشراك كل المصالح الفاعلة ، بهدف تقديم و تطوير " الأداء العام " ، وضمان و الارتقاء بـ "العلاج" المقدم للمرضى و ضمان حقوقه أيضا، والتركيز على " التكوين المتواصل" ،و وضع سياسات جديدة ، وتحقيق هدف الجميع بأن يكون المركز الاستشفائي الجامعي " قطبا استشفائية نخبويا"، يهتم بصحة الطفل والأم، ومرضى السكري، وجراحة الطب الداخلي، والبحث عن أساليب حول كيفية تحسين عملية التكفل بالمريض وإنقاذه بشكل مثالي، دون أن يتعرض إلى إعاقة أو عاهة مستديمة، وهي "فلسفتهم " في هذه الأيام الدراسية.