الأمم المتحدة تسقط "باطل الإرهاب" لصالح "حق المقاومة"

38serv

+ -

لماذا استعمل سفير الكيان المحتل لدى الأمم المتحدة، صورة يحيى السنوار؟ إن تصويت 145 دولة عضو في الجمعية العامة الأممية على مشروع عضوية فلسطين، إنما هو اعتراف جديد بحق المقاومة في محاربة الاحتلال، وإسقاط كلي للمشروع الصهيوني الذي سعى لمصادرة هذا الحق وجعله مرادفا لـ "الإرهاب".

لم تنفع لا صورة السنوار، ولا ربط المقاومة بـ "داعش"، التي لجأت إليها الدعاية الصهيونية لتخويف أعضاء الجمعية العامة الأممية الذين لم يسقطوا في فخ تلك الألاعيب التي نسجتها الآلة الحربية للكيان المحتل لـ "شيطنة" الحق في المقاومة، بحيث أعاد تصويت الـ 145 دولة اعترافا بدولة فلسطين، التأكيد على أن المقاومة الفلسطينية لا علاقة لها بالإرهاب، ومن حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال بكل الإمكانيات المتاحة، بما فيها السلاح لإقامة دولته المستقلة .

لقد أسقط تصويت الجمعية العامة الأممية، المخطط الصهيوني الذي عمل لسنوات بمختلف الوسائل الدعائية، من أجل محو فكرة الحق في مقاومة الاحتلال، وجعلها مرادفا لـ "الإرهاب". وفي المقابل، روج لمبدأ لا وجود له في القانون الدولي، وهو حق المحتل في الدفاع عن النفس والتي كاد أن ينجح فيها بدعم وتواطؤ من الحكومات الغربية، لولا استفاقة دول الجنوب الشامل التي من خلال جمهورية جنوب إفريقيا، أجلست الكيان المحتل في قفص الاتهام بمحكمة العدل الدولية، وهو يواجه جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني .

إن قيام سفير الكيان بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة، ليس بأي حال عنوان قوة، بقدر ما هو تعبير عن سقوط مدوي لكل الدعاية التي نسجت لأجل مراوغة الرأي العام الدولي ومحاولة سجنه في الرواية الإسرائيلية التي دعت لما تسميه "توسيع التحالف الدولي ضد داعش ليشمل حماس"، وانتقل إلى "التحالف الدولي لحماية التجارة الدولية" في البحر الأحمر لمنع التضامن الدولي، إلى محاولة إدخال إيران في الحرب للتغطية على ما تقوم به في غزة من مجازر وجرائم ضد الإنسانية، إلى شيطنة وكالة "الأنروا" واتهامها بدعم الإرهاب لمنع التمويل الدولي لها، إلى الصراخ بما تسميه "معاداة السامية" لمحاصرة الانتفاضة الطلابية في مختلف دول العالم.

تصويت الجمعية العامة الأممية، أسقط قناع دولة الاحتلال الذي كانت تتغطى به، وكشف عن عورتها أمام الرأي العام العالمي، بأن رصيد "المظلومية" التي كانت تعيش على رصيده، قد نفد، وظهر بأنها تمارس نفس سياسات النازية وتتنكر للشرعية الدولية وتهدد حتى قضاة محكمة العدل الدولية، وأضحى كل ذلك مفضوحا أمام أنظار العالم، بدليل سقوط كل جدران الدعاية الصهيونية حتى في المعاقل المحصنة داخل الولايات المتحدة الأمريكية (الجامعات، المنظمات، الشوارع...)، وهو سبب صراخ سفير الكيان وهو يتحول إلى شخص منبوذ في الهيئة الأممية .

 

كلمات دلالية: