فتح تحقيق حول تدخل مغربي للتأثير على السياسة البلجيكية

فتح مكتب المدعي العام في العاصمة البلجيكية تحقيقا قضائيا حول التدخل المغربي المحتمل في الحياة السياسية لبلجيكا، حسب ما أوردته إذاعة "أر. تي. بي. أف" وصحيفة "لوسوار" البلجيكية.

وحسب المعلومات التي تداولتها الوسيلتان الإعلاميتان، فقد قام المكتب المركزي لمكافحة الفساد بإعداد تقرير أولي، في نهاية ديسمبر الماضي، جرى تبادله بين النيابة العامة ببروكسل ومكتب المدعي العام، الذي فتح تحقيقا معلوماتيا في نهاية مارس 2024". ورفض مكتب المدعي العام في بروكسل الإدلاء بأي تعليقات أخرى في هذه المرحلة، وعلى وجه الخصوص عدم تحديد المسؤول الذي كانت التحقيقات مفتوحة بشأنه.

وأضافت وسائل الإعلام التي نقلت الخبر أن هذه القضية الجديدة ليست إلا حلقة جديدة مما يبدو من سلسلة فضائح التجسس والفساد التي هزت نظام المخزن في السنتين الأخيرتين في أوروبا.

ويتناول التقرير الذي أعده مكتب مكافحة الفساد في نهاية ديسمبر، ما كشفت عنه مجلة "أنفيستيغاسيون"، وهي مجلة تابعة لإذاعة "أر. تي. بي. أف"، عن التأثيرات، أو التدخل، أو حتى أعمال الفساد العام المحتملة من المملكة المغربية في بلجيكا، حسب صحيفة "لوسوار" البلجيكية. ويتعلق الأمر بفضيحة أخرى تضاف إلى سلسلة الفضائح التي ما فتئت تهز المخزن على مدى عدة سنوات، على غرار فضائح الفساد والتجسس وتهريب المخدرات بكل أنواعها.

وذكر التحقيق الصحفي بشكل مباشر السفير محمد عامر، حيث كشف أن البعثة الدبلوماسية تمول أنشطة جمعية "أصدقاء المغرب"، التي تم إنشاؤها في ديسمبر 2019 وتجمع شخصيات بلجيكية ومغربية من السياسة والثقافة والاقتصاد والإعلام.

وأشار التحقيق الصحفي أيضا إلى عضو البرلمان الأوروبي الاشتراكي السابق والنائب الاتحادي البلجيكي الحالي ورئيس بلدية مدينة هينو، هوغ باييت، الذي يرأس لجنة بلجيكية تدعم خطة المغرب في الصحراء الغربية، والتي تم الإعلان عن تأسيسها بحضور السفير محمد عامر، في ماي 2022.

وحسب المصدر الذي ساقته وسائل الإعلام البلجيكية، فقد تكفلت السفارة المغربية في بلجيكا بتنظيم الحدث وتمويله، كما سلط الضوء على مقابلة أجراها هوغ باييت مع إحدى وسائل الإعلام المغربية، حيث أعاد فيها مقتطفات من مقالات وفقرات من خطاب ملكي حول الصحراء الغربية.

كما ركز التحقيق الصحفي على النائب الليبرالي عن بروكسل، لطيفة آيت بعلة، التي أنتجت وشاركت في إخراج أفلام وثائقية عن تاريخ الصحراء الغربية وعن جبهة البوليساريو.

وحسب ما أوردته إذاعة "أر. تي. بي. أف"، فمن المحتمل أن تكون لطيفة آيت بعلة قد تلقت دعما ماليا من السلطات المغربية لمشاريعها السينمائية، كما استشهدت المجلة التابعة لهذه الإذاعة بوثيقة صدرت عام 2010، بخصوص جمعية "فري ميديا" التي تلقت ما يعادل 15 ألف أورو لإنتاج أحد أفلام وثائقية لآيت بعلة، اعتبرت أنها دعاية لأطروحات المغرب في الصحراء المغربية الموجود ملفه منذ سنوات أمام هيئة الأمم المتحدة.