المعارضة تعتبر موقف “الثلاثي الثقيل” دعما نوعيا لطروحاتها

+ -

 يرى جزء من الطبقة السياسية، خاصة من مقاطعي الانتخابات الرئاسية، والماضون في ذلك، أن تصريحات الثلاثي “أحمد طالب الإبراهيمي ورشيد بن يلس وعلي يحيى عبد النور” بمقاطعة الانتخابات، بمثابة “إضافة” تعزز مواقف أحزاب المقاطعة، وإن رأى البعض أن هذه المواقف جاءت متأخرة.لا يعتبر عبد الله جاب الله، رئيس “جبهة العدالة والتنمية” أن ما وقعه الثلاثي رشيد بن يلس وأحمد طالب الإبراهيمي وعلي يحيى عبد النور، موقف جديد في الساحة السياسية، وقال “كنا دعونا لهذا الموقف بداية جويلية الماضي وجددنا دعوتنا عشرات المرات بأن الأمور ستسير في ذلك الاتجاه في حال رفضت السلطة إخراج عملية تنظيم الانتخابات من وزارة الداخلية وإسنادها إلى هيئة مستقلة”.لكن جاب الله لا يرى أن العبرة تنحصر في مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمه، مثلما ورد في التصريح المشترك للثلاثي المذكور، وتساءل “إن كان النظام على ما عليه وبقيت الانتخابات رهينة وزارة الداخلية فهل سيتغير شيء؟”، ويعتبر جاب الله أنه الأجدر أن “يؤجل تنظيم الانتخابات الرئاسية لفترة قد تصل إلى ستة أشهر من أجل التأسيس لانتخابات حرة ونزيهة”، وتابع “ذلك أفضل من تنظيم انتخابات في مثل هذا الوضع”، كما قال “هؤلاء أعداء التحول الديمقراطي ولا يريدون للشعب أن يمارس حقه بل يرون أن الشعب تابع للسلطة وليس العكس”.ويرى رئيس “جبهة العدالة والتنمية” أن “هناك شبه إجماع وطني على أن ما يجرى بالجزائر من استحقاقات، هي في الحقيقة مسرحيات انتخابية، وهناك فئة قليلة لازالت ملتصقة بالنظام”.  ويعتبر رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن “الخرجة” التي وقعها كل من أحمد طالب الإبراهيمي والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس والحقوقي علي يحيى عبد النور، تنم عن موقف “متأخر جدا”، لكنه لاحظ أن هذا الموقف سجل “إضافة جديدة”، وقال لـ«الخبر”: “هذا الموقف جاء متأخر جدا، كنا نتمنى أن يكون مبكرا خاصة أنه يتعلق بشخصيات من هذا النوع، لكن الموقف الذي عبروا عنه جاء والأوضاع قد تدهورت إلى حد كبير”. غير أن عبد الرزاق مقري يرى أنه “في ظل هذا الاستقطاب الموجود بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة الأمنية، يترك تساؤلات حول دوافع الموقف وإن كان الموقف في حد ذاته ينسجم مع تصور الطبقة السياسية على أن صحة الرئيس لا تسمح له بقيادة البلاد لفترة أخرى”، كما يعتبر رئيس “حمس” أن “الهدف من هذه الخرجة، هو الضغط على الرئيس وعلى محيطه بينما لا يوجد أي دليل على أن الرئيس سيترشح فعلا”، كما لاحظ المتحدث أن “هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على تراجع مسألة ترشح الرئيس، ويمكن الاستدلال بما يجري في بيت حزب جبهة التحرير الوطني، واعتقد أن الذين يحرصون على ترشح بوتفليقة ليس من عائلته وإنما من بعض الموجودين في النظام الذين يعتبرون ترشحه مسألة حياة أو موت”. وقرأ عثمان معزوز، المكلف بالإعلام في التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، التصريح المشترك للثلاثي، على أنه ينم عن “إجماع واتفاق الفاعلين السياسيين على أن البلد تعيش إفلاسا حقيقيا وانسدادا يهدد مستقبل الجزائر التي صارت تعيش ضبابية مفرطة، ويؤكد معزوز على حتمية أن تفصح الطبقة السياسية والشخصيات المؤثرة بأن البلاد “غزاها الفساد وهلكت مؤسساتها”. وأكد أن هناك خيارين: إما إحداث القطيعة النهائية مع الممارسات البالية، وإما أن نترك البلاد تواجه مصيرا مؤلما.  ولا يعتبر ممثل “الأرسيدي” أن تصريح بن يلس والإبراهيمي وعلي يحيى، جاء متأخرا وقال إن “كل شخصية لها طريقتها في التعامل مع الأمور، ورأى أن موقف هؤلاء دعم موقف المقاطعين، وهو موقف يرى معزوز أنه ينطبق على الأغلبية من الجزائريين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: