38serv

+ -

تختصر تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بخصوص مسار ومستقبل الحرب على غزة والتصريحات المضادة الصادرة على لسان مسؤولين سياسيين وعسكريين سابقين في دولة الاحتلال، المشهد في الكيان العبري الذي يعيش تناقضات خطيرة سببها الحرب الفاشلة يقودها نتنياهو والتي تحولت إلى إبادة الإنسان الفلسطيني ومسحه من على وجه البسيطة.

بالرغم من كل الانتكاسات التي تعرض لها جيش الاحتلال الصهيوني منذ بدء الهجوم الاستعراضي الذي نفذته كتائب القسام يوم السابع أكتوبر في إطار عملية "طوفان الأقصى" إلى اليوم، موازاة مع مواصلة المقاومة تكبيد الاحتلال المزيد من الخسائر المادية والبشرية والإستراتيجية، دون أن يحصل نتنياهو ولا على منجز على الأرض من ضمن الأهداف التي رفعها في اليوم الأول من بدء العدوان على غزة، إلا أنه يتمسك بمواصلة الحرب والقضاء على "حماس" وطرد قياداتها خارج فلسطين المحتلة، كما جاء على لسانه في آخر تصريحاته، وتزامنت مع عودة المقاومة في شمال غزة من خلال عمليات عسكرية كبيرة وقصف غلاف غزة في تحد للجيش الاحتلال وكرسالة بأن نتائج اجتياح رفح لن تختلف عن عمليات شمال ووسط غزة.

نتنياهو في تصريحاته يوم الاثنين، قال إنه "لا تراجع عن مواصلة العمليات في غزة حتى تحقيق الانتصار الكامل"، وشدد على أن "فكرة إبعاد قادة حماس من قطاع غزة مطروحة في المناقشات".

نتنياهو تحدث بلغة القائد المنتصر الذي راكم الإنجازات ولم يبق يفصله عن حسم المعركة إلا جولة خلال أيام، لكن الواقع أن جيش نتنياهو يتساقط في ساحات المعركة أمام ضربات المقاومة ولم يستطع أن يسيطر على أي منطقة في غزة بما فيها شمال غزة التي لا زالت تطلق منها الصواريخ بعد أربعة أشهر من إعلان جيش الاحتلال "تطهيرها"، ولا زال جنوده وضباطه يتساقطون في جباليا وبحي الزيتون وغيرها من المناطق بالرغم من كل الدمار الذي تعرضت له غزة.

فيما يجد نتنياهو السند من وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت الذي قال بأن "هذه الحرب ستستمر حتى إعادة الأسرى وتفكيك حكم حماس وقدراتها العسكرية" لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كم من الوقت تحتاج حكومة نتنياهو لتحقيق هذه الإنجازات، وهل حقيقة نتنياهو مقتنع بفكرة قدرة جيشه على القضاء على المقاومة؟ وهل هناك أي مؤشر على الأرض يوحي بأن جيش الاحتلال قادر على تحقيق أي من الأهداف التي رسمها نتنياهو؟

هذه التساؤلات يجيب عنها رئيس الوزراء الصهيوني السابق، إيهود أولمرت، الذي أكد إن الحرب على غزة انتهت فعليا قبل 3 أشهر، ولا يوجد سبب للادعاء باستمرارها، مؤكدا ضرورة التوصل إلى صفقة لاستعادة المحتجزين وانسحاب الجيش من القطاع.

وأوضح ألمرت في مقال نشرته صحيفة هآرتس، أن الجيش يقول إنه قضى على نحو 26 لواء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما يعني أن الحرب انتهت، وفق تعبيره.

كما يجيب عن هذه التساؤلات رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق، دان حالوتس، الذي قال الكيان لن تحصل على "صورة النصر حتى لو دمرت غزة"، داعيا لتجديد النضال الجماهيري للإطاحة بالحكومة من خلال الاضطرابات والعصيان.

وقال حالوتس "الجنود يتساقطون سدى في حرب غزة والشمال، لأنه لا يوجد أي هدف من هذه العملية. حتى لو دمرنا غزة عن بكرة أبيها، فلن نحصل على صورة النصر.. حتى لو كان (زعيم حماس في القطاع يحيى) السنوار مشويا من كل الجهات في الساحات، فهذه ليست صورة النصر"، معتبرا أن "الصورة الوحيدة التي ستحفر في تاريخنا هي الخسارة في السابع من أكتوبر".

وأكد أنه للوصول إلى انسحاب الجيش من غزة، يجب في البداية التوصل إلى صفقة تعيد جميع المحتجزين، مشددا على أنه لا يمكن استعادة الأسرى الإسرائيليين إلا من خلال إنهاء الحرب، قائلا إن من يتصور غير ذلك "واهم".

وأردف أولمرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحبط عمدا أي فرصة للتوصل إلى صفقة تُفرج عن المحتجزين لذرائعه الشخصية والاحتفاظ بالسلطة.

أما الوقت فكشف أن نتنياهو همه إرضاء المتطرفين في حكومته وإبقاء نار الحرب مشتعلة، لأن توقفها يعني انتهاء مشواره السياسي ودخول السجن.