38serv
توفي في 23 ديسمبر 2013 وهو مدفون بمقبرة بني مسوس في الجزائر العاصمة، هو هواري موفق أول رئيس الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بعد حل التنظيم المشكل خلال الثورة التحررية الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الذي كان وراء إعلان الإضراب عن الدراسة في 19ماي 1956، بعد مؤتمر في باريس. تماهى مسار المناضل موفق هواري مع الحركة الطلابية الجزائرية منذ الحركة الوطنية لغاية فترة الاستقلال وهي التفاصيل التي دونها في مذكرات بعنوان " هواري موفق، مسار طالب جزائري من الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إلى الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين" دار النشر بوشان، سنة 1999، كتب مقدمته الكاتب نورالدين سعدي.
تضمن الكتاب تفاصيل مؤلمة عن معاناته بسبب مواقفه الشجاعة من أجل جزائر حرة وعادلة واجتماعية. يبدأ مسار هواري موفق أثناء استقرار عائلته بوهران سنة 1949 قادمة من مستغانم.
بعد وفاة والده تكفل به مدير ثانوية بوهران وتحصل على منحة دراسة. اكتشف النضال السياسي خلال تردده على نادي الهلال التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي لأحباب البيان الجزائري لفرحات عباس.
التحق بالاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955، ثم جمعية الطلبة المسلمين الجزائريين بمستغانم، قبل توظيفه كمعلم سنة 1956 وتلقيه استدعاء للالتحاق بالخدمة العسكرية.
قرر الهروب من الخدمة وغادر نحو مرسيليا ثم غرونوبل ثم عبر نحو سويسرا أين تكفلت به خلية تابعة للزاوية العلوية التي تنحدر من مستغانم.
ثم انتقل إلى هانوفر وجنيف وأراد الالتحاق بتونس لكن طلبه رفض من طرف ممثل جبهة التحرير الوطني وطلب منه مواصلة دراسته بألمانيا الشرقية بعد حصوله من منحة دراسة لمزاولة دراسته في المدرسة العليا للاقتصاد ببرلين في سبتمبر 1959. استغل الفرصة لتأسيس فرع للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين.
العودة إلى الجزائر و فشل المؤتمر الرابع للطلبة
عاد هواري موفق الجزائر في جويلية 1962 وشارك في المؤتمر الرابع للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الذي فشل بسبب الصراعات بين مختلف التيارات. بعد مرور سنة على الاستقلال التئم الطلبة من جديد في مؤتمر خامس أين استطاع هواري موفق تحقيق الإجماع حول شخصه وانتخابه على رأس التنظيم الجديد الاتحاد العام للطلبة الجزائريين الذي حل محل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، رغم معارضة الرئيس أحمد بن بلة للفكرة على غرار قيادة الحزب الشيوعي الجزائري، التي ينتمي اليها هواري موفق.
نضال الاتحاد ومعارضته لالتحاق إسرائيل بالاتحاد الدولي للطلبة
ناضل الاتحاد العام للطلبة الجزائريين برئاسة هواري موفق في مؤتمر دولي بمدينة صوفيا سنة 1964 ضد التحاق طلبة إسرائيل بالاتحاد الدولي للطلبة للتنديد باحتلال فلسطين. ادى الاتحاد دورا كبيرا خلال تلك الفترة باعتبار الجزائر مكة الثوار وحركات التحرر العالمية بحيث استقبل القيادي الكوبي " شي غيفارا" ممثلي الاتحاد بسفارة كوبا في الجزائر.
بدأت مشاكل الاتحاد عشية الانقلاب العسكري ضد الرئيس أحمد بن بلة، بحيث اتخذ هواري موفق موقف ضد الانقلاب بإصدار بيان تناقلته العديد من وسائل الإعلام العالمية.
قرر هواري موفق الالتحاق بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي الجزائري والدخول في السرية رفقة عدة مناضلين تقدميين من جبهة التحرير الوطني. تعرض العديد من رفاق أحمد بن بلة كالحاج بن علا والدكتور نقاش للتوقيف، على غرار قيادي الحزب الشيوعي بشير حاج علي ومناضلين أفلانيين كمحمد حربي وحسين زهوان الذين أسسوا منظمة المقاومة الشعبية.
قامت قيادة مجلس الثورة برئاسة الراحل هواري بومدين بحل الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين في 18جانفي 1971، بعد رفض قيادتها الخضوع للقيادة السياسية الجديدة والتحول إلى منظمة جماهيرية تحت حكم الحزب الواحد حفاظا على استقلالية الجامعة.
بعد فترة في السرية حاول موفق الالتحاق مجددا بزوجته الايسلندية وأولاده في الجزائر، لكن تعرضت شقته لاقتحام وتفتيش من طرف عناصر الشرطة العسكرية.
حاول طلب اللجوء السياسي لدى سفارة النرويج لكن طلبه قوبل بالرفض، ثم غادر نحو المغرب أين تم إلقاء القبض عليه وتعذيبه في إحدى مراكز الشرطة قبل ترحيله نحو الجزائر في صفقة تبادل مع معارضين مغاربة.
أثرت ظروف السجن على صحته العقلية وبعد حملة دولية لإطلاق سراحه تم نقله نحو سجن قسنطينة وناضل من أجل الحصول على صفة المعتقلين السياسيين.
تحت ضغط مظاهرات الطلبة ونداءات رؤساء أجانب تم إطلاق سراحه في 17نوفمبر 1966. وحاول الخروج من الجزائر للالتحاق بعائلته اللاجئة بإيسلندا لكن تم اعتراض طريقه وإنزاله من الطائرة. وتحصل على وظيفة بشركة سوناطراك قبل إنهاء مهامه مجددا.
واتصل بوزير الصناعة بلعيد عبد السلام رفيقه في الكفاح بالاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين وتدخل هذا الأخير لدى وزير الداخلية لتمكينه من الخروج نحو فرنسا لتبدأ سنوات الإقامة في المهجر.
يروي هواري موفق أن كتابة مذكراته هو بمثابة وصية للطلبة الجزائريين لمعرفة نضال الحركة الطلابية من أجل استقلال الجزائر.