38serv
يقدم ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة نموذجا حيا على سوء استغلال المرافق الرياضية في الجزائر والذي فرض على الأندية المحلية كما هو الحال مع فريقي شباب بلوزداد واتحاد العاصمة العودة بداية من الغد إلى ملاعب الحقبة الاستعمارية كملعب 20 أوت 55 الذي يفتقد لأدنى الشروط وأولها غياب الإنارة.
وملعب مصطفى تشاكر الذي كان معقل اتحاد البليدة ومعه المنتخب الوطني منذ افتتاحه في 2002 كان موصد الأبواب بسبب أشغال الترميم في أكثر من مناسبة ثم أغلق بشكل كامل نهاية مارس 2022 مباشرة بعد مباراة الجزائر والكاميرون في تصفيات مونديال قطر وأعلن وقتها بأن فترة الغلق لن تتجاوز مدة 6 أشهر لأجل إعادة تأهيله بالمقاييس الدولية في إطار دعم ملف الجزائر لاحتضان كأس الأمم الإفريقية 2025 و2027 وكان مقررا أن تشمل الأشغال رفع طاقة الاستيعاب وتحويل غرف تغيير الملابس إلى أسفل المنصة الشرفية مع وضع سقف جديد وتهيئة قاعة الصحافة وتزويده مداخله بأبواب إلكترونية وغيرها لكن مرت سنتان والأشغال بقيت تراوح مكانها.
أكثر من هذا لم يتم الالتزام بما تم الإعلان عنه خاصة عملية رفع طاقة الاستيعاب وتغيير السقف وهو ما تبين خلال إعادة الافتتاح شهر مارس الماضي مع مباراة فريق الزاوية و مولودية الجزائر والتي شهدت بالمقابل أعمال تخريب وتحطيم كراسي المدرجات ليقرر والي الولاية غلق الملعب من جديد ويرفض من يومها كل طلبات الفرق والمنتخبات الوطنية للعودة إليه بحجة عدم انتهاء الأشغال التي تشرف عليها مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة والتي استلمت المشروع من مديرية الأشغال العمومية والتي تقول مصادرنا بأنها تواجه مشاكل كبيرة بسبب نقص التمويل نتيجة استهلاك الميزانية المخصصة.
وعلى ضوء هذا سيضاف ملعب تشاكر إلى قائمة طويلة وعريضة للعشرات من المرافق والملاعب الرياضية المغلقة في وجه الرياضيين الجزائريين والفرق الكروية بشكل خاص لسبب أو أخر وهذا عبر مختلف أنحاء الوطن مثل ملعب القليعة وملعب رابح بيطاط بالبويرة وملعب حمدي علي بعين البيضاء والوحدة الإفريقية بمعسكر والمركب الجديد لخنشلة وصولا إلى ملعب عبد الكريم كروم بالسيق الجديد فيما يبقى وضع الملاعب الجديدة التي دشنت مؤخرا يطرح أكثر من علامة استفهام لكونها لم تستغل تماما بالشكل المطلوب وملعب نيلسون مانديلا أبرز مثال على ذلك.