38serv
تعول الجزائر على المخزون الطاقوي المتواجد في أعماق البحار لتنويع مواردها النفطية والتقليص من الاعتماد على المحروقات التقليدية، في وقتأكد فيه وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أن الدراسات الجارية لاستكشاف المحروقات في عرض البحر بالجزائر أظهرت "مؤشرات إيجابية"، لاسيما بالنسبة للغاز الطبيعي.
ووفقا لوزير الطاقة والمناجم، فإن "الدراسات التي أجريت على منطقتين، الأولى بين سكيكدة وبجاية وكذا بين عين تموشنت وتلمسان، فيها مؤشرات إيجابية لوجود خيرات كبيرة من الغاز الطبيعي في الموقعين الهامين"، على اعتبار أن استكشاف المحروقات في عرض البحر (أوفشور) هو "من البرامج المسطرة من قبل الدولة لتطوير المجال المنجمي النفطي والغازي"، وأن الدراسات جارية لتحديد أحسن تقنيات الاستكشاف، ولما تتوفر الظروف، سننطلق فيها".
وشدد وزير الطاقة والمناجم"لازال أمامنا طريق طويل، ولكن نأخذ بعين الاعتبار الاستكشاف في منطقة عرض البحر، حيث لدينا مؤشرات مهمة جدا ومؤكدة سنستغلها في حينها".
مسار تطوير الاستكشاف عن المحروقات في عرض البحار
ويطرح خبراء في مجال الطاقة إمكانياتتوجه الجزائر لخيار توسيع دائرة الاستكشاف والبحث عن المحروقات في مجال عرض البحر المتوسط والجرف القاري،كأحد الخيارات الاستراتيجية التي تبقى أقل كلفة من الاستكشاف في المحروقات غير التقليدية،وقد سبق للجزائر أن قامت بخطوات أولية بعمليات مسح زلزالي في بعض المناطق وتحديد النطاق الخاص بالمكامن المحتملة،خاصة في ظل التقديرات التي بينت غنى المنطقة الشرقية للمتوسط بالمحروقات.
وحسب تقديرات وزارة الطاقة والمناجم،فإن "الأحواض البحرية، والتي تمتد من الشرق إلى الغرب بطول 1200 كم وتغطي مساحة تقارب 95000 كم 2، تنقسم هذه المنطقة إلى أربع كتل استكشافية كبيرة (أرقام 143 و144 أ و144 ب و145)، وهي تتوافق مع أحواض البوران في الغرب وأحواض ألجيرو بروفنسال في جزئها الأوسط والشرقي. كما توجد صخور المخزن "الصخرة الأم" في العصر الميوسيني أو فترة، وهي فترة جيولوجية من المقياس الزمني الجيولوجي تمتد من 23.03 مليون إلى 5.332 مليون سنة مضت والبليوسيني السفلي".
ووفقا لأولى عمليات المسح الزلزالي، ومن خلال تحديد جميع عناصر أنظمة البترول ذاتدرجة الشكوك المتغيرة، أظهرت عمليات محاكاة تشغيل هذه الأخيرة بواسطة نمذجة الحوض ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد، إمكانيات تراكم النفط والغاز بشكل أساسي بالقرب من الهامش، بين 20 و65 كم من الساحل مع وجود أقصى مدى 70 كم في خليج بجاية.كما تم تحديد، نظريا، قدرات على محور بجاية عنابة، وأشار خبراء فيمجال الاستكشاف إلى أن منطقة الأوفشور الجزائرية واسعة النطاق جغرافيا لكنها تظل قليلة الاستكشاف،حيث لم يتم مثلا عملية حفر في العمق في المنطقة سوى في منطقة تعرف ببحر البحران ويُنطق بحر البوران، هو بحر كان يسمى قديما بحر غرناطة، هو الجزء الأقصى غرباً من البحر المتوسط، ويقع بين إسبانيا في الشمال والمغرب والجزائر في الجنوب،كما تمت عمليات حفر قليلة العمق، أي أقل من 1000 متر، على بعد سواحل أرزيو والعاصمة وعنابة.
وسبق لمجمع سوناطراك أن أعلن في 9 مارس 2019، عن مباشرة عمليات استكشاف في عرض البحر "أوفشور" خلال السداسي الثاني من 2019، قبالة الساحل الشرقي بين بجاية وسكيكدة على هامش الطبعة 12 من المنتدى الجزائري الأمريكي حول الطاقة الذي انعقد في هيوستن،موازاة مع الإعلان عن انتهاء حيازة كافة المعطيات الزلزالية ذات البعدين الثاني والثالثمع نهاية السداسي الأول،وقدر حجم المشترك للبئر الأول بترليونات متر مكعب من الغاز الحيوي،مع تقدير احتواء الساحل الغربي أيضا لمكامن النفط،بتقديرات بملايين البراميل.
وحددت الدراسات الأولية استنادا لتحليل المعطيات الزلزالية بالبعد الثاني للساحل الشرقي بالخصوص، وجود تماثلبين الاحتياطات التقديرية والحقل الغازي الضخم الذي اكتشف من قبل مصر بالشراكة مع إيني، وهو حقل "الزهر"الذي يصل إلى نحو 30 تريليون متر مكعب من الغاز.
وكانت عمليات الاستكشاف شرقا وغربا تتم بالشراكة مع المجموعتين الفرنسية توتال والإيطالية إيني مع التوقيع في أكتوبر 2018 على أولى اتفاقيات الاستكشاف،والاتفاق على تقاسم المخاطر، وتم تحديد السفينة المستكشفة التي تقوم، آنذاك، بعمليات الاستكشاف بسواحل بجاية وسكيكدة قادما من مالطا.
وسجلت تطورات لاحقا،خاصة مع الإعلان في فيفري 2021 عن تخلي توتال الفرنسية عن عقد الاستكشاف في الساحل الغربي،بينما ظل عقد إيني قائما بالنسبة للساحل الشرقي،وكانت بنود الاتفاق بالنسبة للساحل الشرقي تنص على استكشاف على نطاق الحوض الشرقي الجزائري على امتداد مساحة 15 ألف متر مربع،وبالنسبة للجهة الغربية 10 آلاف متر مربع.
يذكر أنه في منتصف 2022،أشار مدير قسم التطوير الهندسي البترولي ونشاط الاستكشاف والإنتاج بسوناطراك، محمود جيجلي، إلى الشروع في أولى الأشغال الخاصة بالاستكشاف في عرض البر "أوفشور"، مؤكدا بأن عمليات التجارب الزلزالية ذات الأبعاد الثلاثية تمت وتم تقييمها قبالة الساحل السكيكدي، مضيفا أن أشغالا مماثلة تتواصل على مستوى سواحل تلمسان ومستغانم وبجاية وسكيكدة أيضا.
وجدير بالإشارة، أيضا، إلى أن نائب رئيس سوناطراك المكلف بالاستراتيجية والتخطيط والاقتصاد بسوناطراك، رشيد زرداني، أكد بدوره في تصريح صحفي،توقع القيام بأول عملية الحفر والتنقيب على البتول في عرض البحر "أوفشور" في غضون سنة 2023.
وحسب خبراء في مجال الاستكشاف،فإن منطقة الأوفشور الجزائرية واسعة النطاق جغرافيا لكنها تظل قليلة الاستكشاف، حيث لم يتم مثلا عملية حفر في العمق في المنطقة سوى في منطقة تعرف ببحر البحران ويُنطق بحر البوران، وهو بحر كان يسمى قديما بحر غرناطة، وهو الجزء الأقصى غرباً من البحر المتوسط، ويقع بين إسبانيا في الشمال والجزائر في الجنوب، كما تمت عمليات حفر قليلة العمق، أي أقل من 1000 متر، على بعد سواحل أرزيو والعاصمة وعنابة، مع مؤشرات على أن الساحل الغربي يمكن أن يحتوي على مكامن المحروقات.