38serv
استقبل المئات من طلبة كلية الإعلام والصحافة في تونس الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح الذي يزور تونس، في إطار برنامج سفراء الجزيرة، وبدعوة من النقابة الوطنية للصحافيين في تونس وقدم الدحدوح أمام الطلبة تجربته المهنية والإنسانية في تغطية الحرب القائمة على قطاع غزة والظروف الصعبة التي يعمل فيها الصحافيين في ظل الاستهداف الممنهج ضد الطواقم الصحفية من قبل الاحتلال الصهيوني، ومدى مساهمة التغطية الصحافية للمجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين في كشف الأكاذيب الصهيونية وتعرية الكيان أمام المجتمع الدولي والرأي العام العالمي.
وقبل ذلك كان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد استقبل الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح وأكّد خلال اللقاء موقف الشعب التونسي الثابت من الحق الفلسطيني المشروع والإيمان العميق بأن التضحيات التي يقدّمها الشعب الفلسطيني اليوم لن تذهب سدى وسيستردّ حقه السليب في إقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بالرغم من هذه المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني كل يوم".
ونشرت في السياق تعاليق سياسية وإعلامية حول لقاء الدحدوح بقيس سعيد في الوقت الذي يصر فيه الرئيس. التونسي على إبقاء مكتب قناة الجزيرة مغلقا منذ اوت2021، حيث يمارس فريق القناة مهامهم الإعلامية من خارج المكتب.
وفي نفس السياق اعتبرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي دعت دحدوح ، أن مشاركة الصحفي الفلسطيني ومدير مكتب الجزيرة ومراسلها في غزة وائل الدحدوح زملائه والنخب التونسية لتجربته هو بدافع انساني يعبر عن معاناة الإنسان الفلسطيني، "لا يمكن اليوم أن نتحدث عن الدحدوح خارج التجربة المهنية والإنسانية، حيث يمثل تجربة مهنية بمعنى الانتماء لمهنة الحقيقية التي تتحدى الاحتلال ومنطق الإبادة والحروب، وتجربة مواجهة الموت من أجل رسالة الأخبار والإعلام، ورسالة فضح الجرائم ضد الإنسانية والتوحش والانحطاط العالمي"، إضافة إلى "تجربة إنسانية يفقد فيها الصحافي الإنسان البناء وأفراد العائلة، ومع ذلك يبقى مرفوع الرأس ومصرا على استكمال مهمته الصحفية.
وأكدت النقابة التي تستضيف الدحدوح الذي سينشط ثلاث تجمعات جماهيرية في كل من تونس وبنزرت وصفاقس "تحوّل من صحفي مقاوم إلى سردية شعبية، فإنها أرادت من خلال دعوته عدم حصره في مربع صحفي ضيق، أو مجال تدريبي مهني، وإنما الخروج به إلى عالم أوسع وأرحب، هو عالم الشعب التونسي بمختلف فئاته وطبقاته وفي تنوعه وتعدده السياسي والفكري حيث الانتماء للقضية والمقاومة الفلسطينية على أشده".