38serv
قبل أيام قليلة زار وزير الخارجية بالنيابة، الزامبي مولامبو هامب، المملكة المغربية المخزنية الموجوعة بجميع البلاوي والموبقات، زيارة حاولت الرباط استغلالها بأبشع الطرق المفضوحة التي لا تنطلي على عاقل أو متابع للمآزق التي غرقت فيها دبلوماسيته الهاوية، بفعل ممارسة الكذب والفعل المخل بالحياء بالمبادئ جهارا نهارا على طريقة من يحرّكهم مثل عرائس الآراجوز من وراء البحر.
لقد أبانت الطرق المفضوحة عن ضحالة التفكير المخزني، واستغراقه في الرذيلة تحت مسمى الدبلوماسية الذي هو بريء منها، وراحت أبواق الرذيلة في تزييف الكلام وإحلاله بكلام لا يمتّ للحقيقة بصلة، وذلك عبر ترويج الأكاذيب ونسب ما أدهش الوفد الزامبي وحكومته، من أن المسؤول الزامبي أعلن صراحة وعلى الملأ، أن بلاده تدعم الطرح المخزني المبني على أمنيات لن تتحقق أبدا ولو باع ما تبقى من كرامته في سوق النخاسة والعمالة والخيانة الدولية. والأغرب من كل ذلك، أن التصريحات أو الكلام المنسوب للوفد الزامبي، لم يكن محل رضاه أو توقيعه في البيان الختامي المتوّج للزيارة.
أبواق المخزن المسكين، ذكرت أن زامبيا أعلنت دعمها الكامل لمقترح المخزن، المطالب بالسيطرة على الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بغطاء "الحكم الذاتي"، بصفته الحل الوحيد القابل للتحقيق، فيما تؤكد الوقائع التي تجاهلتها أبواق المخزن الموجوع، أن الموقف الزامبي تبدّل منذ فترة وصار يحتكم إلى الشرعية الدولية التي تدعم الاختصاص الأممي في حل النزاع بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والمملكة المغربية على الصحراء الغربية المحتلة من طرف عصابات الجيش الملكي.
صحيح أن زامبيا كانت تدعم جزئيات من المقترح المخزني، لكن وبعد أن تحركت الدبلوماسية الجزائرية المناصرة لحقوق الشعوب في تقرير المصير والدفاع عن القضايا العادلة في القارة الإفريقية، عادت دول كانت قد انصاعت خلف المقترح المخزني المبني على الباطل والكذب المستمر، وذلك بعدما اكتشف الزامبيون حسن نوايا الجزائر المعبّر عنها في افتتاح سفارة الجزائر في العاصمة لوزاكا، وتعيين سفير مقيم في زامبيا، وتعزّزت فيما بعد العلاقات بزيارة رئيسة البرلمان الزامبي إلى الجزائر في ماي العام الماضي، واتفق البلدان على استئناف تخصيص المنح الجامعية للطلبة الزامبيين، ثم زيارة وزير التربية والتعليم الزامبي إلى الجزائر في أفريل الماضي، واقتناع المسؤولين الزامبيين بالموقف الجزائر والأممي، المبني على نصرة الشعوب المضطهدة بفعل الاستعمار والاستيطان، كما هو الحال في فلسطين والصحراء الغربية المحتلتين، والتزام الحياد من أجل تمكين الأمم المتحدة، الجهة المختصة الوحيدة في العالم، للفصل وإيجاد الحلول للنزاع وفق مبدأ تقرير المصير، عبر إجراء استفتاء شعبي يختار فيه الشعب الصحراوي بكل حرية وشفافية وتحت رعاية أممية مصيره بأيديهم.
المؤسف، الغبي لا يفهم الدروس مهما تعدّدت وتكررت المحاولات والمساعي، من باب الرأفة به وبمستقبله الغامض، في ظل تنامي الوعي في القارة الأفريقية وفي العالم، وعي رافض لروايات الاستعمار مهما كان لونه ولسانه، ومهما تفنن أدعياؤه في الدفاع بالباطل عن نواياهم السيئة التي سقطت في الماء.