38serv
بحلول الثاني من جوان، نحيي الذكرى الرابعة لرحيل الزميل والأخ العزيز امحمد الرخاء، الذي كان مراسلًا لجريدة "الخبر" من ولاية الجلفة.
فقدناه بشكل مفاجئ إثر وعكة صحية ألمّت به، تاركاً وراءه فراغاً كبيراً في قلوب عائلته، زملائه، أصدقائه، وكل من عرفه. الراحل امحمد الرخاء يعد من أعمدة الصحافة المحلية بولاية الجلفة، حيث بدأ مسيرته المهنية في بداية تسعينيات القرن الماضي. تميز بدايةً بتغطيته للأحداث الرياضية، لكنه سرعان ما وجد شغفه في نقل أخبار "الجزائر العميقة"، حيث كان يسعى دائمًا إلى تسليط الضوء على مشاكل ومعاناة سكان المناطق النائية في ولاية الجلفة.
لقد كان امحمد الرخاء نموذجًا للصحفي الملتزم والمتفاني. لم يكن يتوانى عن التنقل إلى أبعد الأماكن وأصعبها للوصول إلى الحقيقة ونقل صوت المواطن البسيط. كان قلمه حاداً وصادقاً، وساهم بشكل كبير في نقل انشغالات الناس ومشاكلهم إلى الرأي العام والسلطات المختصة، مما جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع.
إلى جانب مسيرته الصحفية اللامعة، عمل الراحل أيضًا كموظف في بلدية البيرين ومحكمة عين وسارة. لم يكن عمله الإداري يقل أهمية عن عمله الصحفي، حيث كان يُعرف بنزاهته واجتهاده في كل المهام التي أسندت إليه. في نهاية المطاف، قرر التقاعد مبكرًا ليتفرغ بشكل كامل للصحافة، حيث استمر في عمله كمراسل لجريدة "الخبر" من الجلفة حتى آخر أيامه.
الراحل امحمد الرخاء كان أكثر من مجرد صحفي؛ كان إنساناً نبيلاً أحب وطنه وأبناء منطقته، وعمل بجد وإخلاص لخدمتهم. ترك وراءه إرثاً كبيراً من المهنية والأخلاق، وسيظل في ذاكرة كل من عرفه وعمل معه. نترحم على روح الفقيد امحمد الرخاء ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
لا تزال ذكراه حية في قلوبنا، وستظل مسيرته المهنية المتميزة مصدر إلهام للأجيال القادمة من الصحفيين.