38serv
منذ كشف الرئيس الأمريكي بايدن عن الصفقة المقترحة، ليلة الجمعة الماضي، وتزامنا مع اجتماع مجلس الحرب، أمس، يواصل بعض الوزراء والنواب المتشددين إعلان رفضهم لها، والتهديد بإسقاط ائتلاف النتن ياهو بحال تقدّم بها فعلاً، فيما يواصل وزير الخارجية الأمريكية بلينكن إجراء اتصالاته لدفعها نحو التطبيق.
بمشاركة الطاقم الصهيوني المفاوض، اجتمع مجلس الحرب، سهرة أمس، دون أن يصدر عنه موقف علني رسمي، وسط تسريبات متناقضة تماماً حول وجهة النتن ياهو، فيما قدم الاحتلال الصهيوني مقترحها لحركة المقاومة "حماس" بواسطة قطر، وفق ما كشفت عنه الإذاعة العبرية الرسمية.
وطبقا لمصادر إعلامية عبرية، فإن الكيان قدمّ مقترحاً مشابهاً لمقترح حماس، الذي رفضه قبل شهر، بيد أنه مختلف هذه المرة من ناحية التفاصيل وأولويات وعدد المخطوفين ومراحل الإفراج عنهم. وعلى سبيل المثال: يتحدث المقترح الصهيوني عن مفاوضات من أجل استعادة الهدوء المستدام على ثلاث مراحل تستمر، ومعها وقف النار (دون قيود)، وعن ترحيل الإفراج عن 100 أسير فلسطيني من "العيار" الثقيل للمرحلة الثانية.
ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن مصدر مصري مطلع قوله إن حكومة النتن غير جادة فيما يتعلق بصفقة مطروحة حتى بعد خطاب بايدن، وذلك بسبب أمور سياسية داخلية. كما نقلت عنه ترجيحه أن ضغوط الإدارة الأمريكية على الصهاينة في مجال الصفقة محدودة، وأن وزراء داخل حكومة النتن سيعطّلون مساعي تحقيقها.
وحتى الآن لم يرد الاحتلال الصهيوني رسمياً على خطاب بايدن، بيد أن رئيس حكومته النتن ياهو أصدر بيانين، يوم السبت الفائت، تضمّنا رسالة مبطنة يتحفظ فيها من هذا الخطاب، برزت فيها الإشارة شبه المباشرة لعدم وجود دقة في طرح الرئيس بايدن.
وفيما يصمت النتن حتى الآن تصدر عنه تسريبات متناقضة المضمون حيال موقفه من الصفقة، التي صادق عليه مجلس حربه، وحيال خطاب بايدن، الذي قام بتأطيرها، داعياً الصهاينة لالتقاطها ووقف الحرب والاستفادة من منافع متنوعة.
وفق هذه التسريبات، من أمس واليوم، أبلغَ النتن شركاءه في الحكومة بأنه ملتزم أمامهم بعدم وقف الحرب، موضحاً أن احتمالات الصفقة منخفضة جداً، وأن بايدن لم يقدم التفاصيل الدقيقة للمقترح.
في المقابل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم، عن أحد مستشاري النتن ياهو قوله إن الكيان وافقت على الصفقة.
من جهتها، لم تسلم حماس رسميا ردها على المقترح الصهيوني، لكنها قالت في الإعلام إنها تنظر بعين إيجابية للمقترح الوارد على لسان بايدن، وكل صفقة تفضي لوقف الحرب، وإنها تريد سماع ذلك من الكيان علانية، علاوة على ضمانات بعدم تجديد الحرب، وهذه هي النقطة الجوهرية الخلافية في المداولات.