المدية: بلدية سيدي الربيع بدون مسجد منذ 40 سنة

38serv

+ -

 

يتأسف سكان بلدية سيد الربيع، شرق ولاية المدية لكون مدينتهم لا يرفع فيها الأذان منذ أربعين سنة، وأنهم بذلك أصبحوا يشكلون "الاستثناء غير المرغوب فيه"،  مؤكدين أنهم لم يجدوا تفسيرا لتعطل مشروع مسجد "عمر بن الخطاب" بالمدينة، الذي بقي حبرا على ورق، مناشدين مصالح الولاية التدخل قصد تسريع انطلاق مشروع مسجد المدينة، الذي ظل يراوح مكانه طيلة عقود، لأسباب مجهولة.

رغم أن البلدية التي تأسست في 1984 التي سميت باسم الولي الصالح "سيدي الربيع" إلا أن ذلك لم يشفع لها لأن تحتضن "بيت الله"، في مفارقة لم يهضمها السكان إلى حد الآن، ويضطرون، لتأدية صلاة الجمعة والعيدين للتنقل إلى مسجد قرية محاذية، أو التنقل إلى عاصمة الدائرة بني سلميان على مسافة 7 كلم.

يؤكد من سألناهم عن غياب مسجد بمدينة سيدي الربيع، أن الأمر ظل محل تساؤلات كبيرة، لم يجد لها أهل المدينة أو حتى زوارها إجابة شافية، وكأن "النحس" بات يرافق أركان هذه المدينة النائمة في قمة جبل الشايف، هكذا يعبّر أحد المواطنين القدامى بالمنطقة، الذي أكد لنا أن هذا النقص أصبح محل تساؤل وانتقاد من طرف أهل المدينة وزوارها، التي توسّع بها النسيج العمراني وتوفرت بها العديد من الهياكل الإدارية والتربوية والأمنية، لكنها خلت من "بيت الله".

واستغرب محدثنا مسيرة المجالس البلدية المتعاقبة، التي فرطت في هذا الجانب، ولم تأخذ في الحسبان في مخططات التعمير بناء المسجد، كواحد من المرافق التي يجب عدم إهمالها في هندسة المدن، إلا أن المسؤولين المحليين وأعيان المدينة، يكونون، في الفترة الأخيرة، قد "أحسوا بالذنب" فشرعوا منذ السنوات الأخيرة في تسريع ملف هذا المرفق الديني والاجتماعي، لاستدراك ما فات. 

وبقي سكان مدينة سيدي الربيع، التي تحصي اليوم أكثر من 6 آلاف نسمة، محرومين طيلة 40 سنة من مسجد يمكّنهم من أداء الصلوات المفروضة، على غرار كل بلديات القطر، حيث يؤكد أحد المنتقدين لهذه وضعية، أن سيدي الربيع "صنعت الاستثناء"، رغم أن العديد من أبنائها أصبحوا أئمة وإطارات في قطاع الشؤون الدينية.

وفي ظل هذه الوضعية، يلجأ بعض سكان المدنية، الذين يمتلكون مركبات للتنقل نحو مسجد خالد بن الوليد بقرية "أولاد زاهية" على بعد قرابة كيلومتر، لأداء بعض الصلوات الخمس، أو صلاة الجمعة، أو يرسلون أبناءهم لحفظ القرآن بهذا المسجد الذي تخرج منه العديد من الإطارات، لكن ذلك - حسب أهل المنطقة - لا يحل مشكل السكان، مما يستوجب التعجيل ببناء مسجد بالمحيط العمراني للمدينة.

من جهته أوضح رئيس جمعية مسجد "عمر بن الخطاب" الذي استلم مهام تسيير الجمعية في 2023 بعد أن توقفت في 2021، أن فكرة بناء المسجد تعود إلى منذ سنة 2000 حينما وكانت حينها السطات البلدية تبحث عن أرضية بوسط المدينة، وفي 2009 تم اقتراح وعاء عقاري تابعة للورثة الذين لم يوافقوا على ذلك، لتقوم البلدية في 2017 بتخصيص أرضية تابعة لها تتربع على 18 آر، وأدمجوها في مخطط شغل الأراضي واستصدروا لها دفترا عقاريا خاصا، و ظلت الإجراءات الإدارية تراوح مكانها، إلى غاية 2023 حياتنا استكملت الجمعية ملف المشروع وأودعته منذ قرابة الشهر لدى مصالح المراقبة التقنية للبناء "سي تي سي" بالمدية  لمرافقتهم في تجسيد هذا المرفق، وتمكينهم من الحصول على رخصة البناء النهائية، علما أن الجمعية -  حسب رئيسها- اختارت مكتب الدراسات الذي سيتابع المشروع مع المقاول لاحقا، فهل تتحرك المصالح المعنية لمساعدة السكان لاستدراك ما فات من سنوات الإهمال؟.