38serv
كشف المختص الاجتماعي، نور الدين بكيس، خلال حديثه مع "الخبر"، أنه من أجل تخفيف الضغط يجب أن يفهم الأولياء ثم التلاميذ أن أكبر مشكل الذي خلق الضغط بالدرجة الأولى، أن الامتحان النجاح فيه ضرورة حتمية من أجل الحصول على النوع من الترقية الاجتماعية، لأن فرص الترقية في الجزائر ضعيفة خاصة على مستوى القطاع الخاص، مما يدفع الكثيرين للبحث عن التوظيف لدى المؤسسات العمومية، الأمر الذي خلق إرباكا كبيرا صعب تجاوزه، لأن فرص النجاح في الجزائر تفترض النجاح الدراسي.
وأضاف أنه في الدول المتقدمة يتعمد النجاح على المهارة وامتلاك مختلف القدرات، ولا يمر النجاح بالضرورة على الشهادات، والدليل أن شخصيات بارزة انقطعوا عن الدراسة في أرقى الجامعات لما توفرت لديهم فرض النجاح. وبالتالي، فإن الضغط الحاصل في الجزائر هو أمر طبيعي سببه تراجع فرص الترقية دون الشهادة الجامعية.
وتابع بكيس "ومن هنا يجب على التلاميذ الممتحنين أن يتفهموا قلق الآباء، ولا يجب على الأبناء تحمل مسؤولية أخطاء الكبار، وهذا يعني عدم التعاطي مع التوتر الحاصل".
"فعلى الأولياء أن يحاولوا إخفاء مخاوفهم حتى وإن كانت مخاوف شرعية، إلا أنها لا تقدم نتائج إيجابية على الأبناء ماعدا المستوى المطلوب لإشعار التلاميذ بجدية الامتحانات، لأنهم يحتاجون إلى حد أدنى من الخوف والتوتر للاستعداد الجيد للامتحانات والتعاطي بمسؤولية أثناء الإجابات، لأن الضغط ليس عيبا في حد ذاته".
"وكل إنجاز يحتاج إلى حد أدنى من الضغوطات، إلا أن تسيير الضغط هو المهم في هذه المعادلة، لأن النجاح يحتاج إلى ضغط".
وأشار المختص الاجتماعي إلى أن تلاميذ اليوم يعانون من مشكلة ضعف الإدراك وتشتت التركيز، بسبب شبكات التواصل الاجتماعي، ما يتطلب ضغطا استثنائيا لا يمكن مقارنته مع حال المجتمعات المتطورة.
وأضاف "ومن هنا لا يمكن أن نأتي بنظريات وحلول تصلح للمجتمعات الأخرى، بل علينا صياغة حلول من الواقع الجزائري الذي يفرض كمّا هائلا من التسيب والغش في كل المستويات، بداية من المراحل التعليمية الأولى".
وأكد المتحدث أنه حتى بعد النجاح، فإن طلبة البكالوريا سيجدون كما هائلا من الغش في الجامعات، لذلك على الأولياء أن يتعاملوا مع أبنائهم بثقافة الأزمة وليسوا مسؤولين عنها، حيث أن الغش في الجزائر منتوج اجتماعي ومؤسساتي، والتلاميذ ليسوا سوى جزءا من حلقة التسيب والاتكالية.