38serv
لم يمر شهران على تقلد الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الذي استخلف والده بعد مقتله على يد متمردين في 2021، وقاد فترة انتقالية، لمدة عامين، حتى بدأ الكرملين يهتم بالزعيم الجديد، لعله ينضم الى "نادي" قادة دول الساحل الجدد "المتحالفين" مع موسكو.
هذه القراءات والمؤشرات قدمتها تقارير صحفية عديدة، تتحدث عن آراء في محيط الرئيس الجديد تقترح عليه الاستدارة نحو موسكو، أسوة بجيرانه في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، الدول التي أنهت العلاقات مع فرنسا والغرب عموما عسكريا وأمنيا وسياسيا، انخرطت في "تحالف" جديد مع روسيا.
وذكرت إحدى المجلات الفرنسية أنها أنجزت تحقيقا صحفيا اقترب من سرايا الحكم بتشاد، وتحصل على عناصر ومعلومات تفيد بأن ثمة اتجاهات داخل القصر الرئاسي في تشاد تعمل وتسعى من أجل اقناع الرئيس الجديد بالتوجه نحو موسكو، مثلما فعل جيرانه، وبوصف أن روسيا صارت محل استشارة وتعاون من كل عواصم الساحل تقريبا، بالأخص في المجال العسكري والأمني ولاحقا الصناعي.
ومن غير المستبعد أن تضم موسكو إلى "حلفها" الجديد السلطة التشادية، كونها استطاعت التواجد في النيجر التي كانت تربطها علاقات متينة مع فرنسا والغرب عموما، قبل الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق محمد بازوم. وأثبتت الأشهر القليلة الماضية أن الروس صاروا مؤثرين على مستوى القرار السياسي في هذه البلدان، عن طريق اتفاقيات ومساعدات وتصورات مشتركة مع قادة الساحل الجدد.
كما فرض الروس أنفسهم بالقوة، من خلال مقاتلي مؤسسة "فاغنر" الخاصة وانتشارهم في فيافي صحاري الساحل وتنفيذهم عمليات عسكرية دقيقة، بناء على طلبات سلطات الدول، مثلما يصرح المسؤولون هناك.