38serv
تفاعلت الأسرة الجامعية في البليدة 01 و02 مع خبر استشهاد الأكاديمية الدكتورة وهيبة آيت مزغات في قصف للكيان الصهيوني على غزة الجريحة، حيث أعربوا عن حزنهم وصدمتهم وتعاطفهم، خاصةً وأن منهم من تعرف على الراحلة منذ نهاية سنوات الثمانينات وحتى بداية الألفية.
كانت تجمعهم علاقة زمالة ودراسة أكاديمية، حصلت خلالها على شهادة الليسانس في عام 1993، وتم تنصيبها رئيسة لقسم اللغة الإنجليزية بالبليدة 01 بين عامي 1996 و1999.
وفي هذا الشأن يقول الأستاذ البروفيسور معمر ميسوم لـ "الخبر" ، أنه تعرف الراحلة قبل زواجها من الاستاذ الفلسطيني ماهر مطلق، حينما كانا يدرسان في كلية واحدة للتحضير لنيل شهادة الليسانس في اللغة الانجليزية بجامعة سعد دحلب، بين سنوات 1989 و 1993 ، و يصفها بأنه كانت تعيش " الحياة و حيوية جدا و مرحة و بشوشة و طموحة"، و يسترسل بالقول أن سنوات التسعين الصعبة ، تمكنت من أن تصبح رئيسة قسم اللغة الانجليزية ، متحديا الوضع الأمني وقتها، في وقت أغلب الاساتذة فضلوا مغادرة الجزائر، طلبا للأمن وهروبا من الخوف و الموت، لكن الراحلة استطاعت بحكمتها أن تسير قسم اللغة بشجاعة.
و يواصل البروفيسور ميسوم معمر بالقول ، انه غادر الجامعة في 2002 ، و وصله خبر أن الشهيدة تزوجت من استاذ فلسطيني، و رافقته للعيش في"غزة" بفلسطين، وهو ما اعتبره قرارا "شجاعا" يستحق التنويه والإشادة، وهو يعتبرها مثالا وقدوة في التضحية، خاصة في مسألة اختيارها العيش بأخطر مكان وعنوان في العالم"غزة" ، والصبر على كل تلك المتاعب واليوميات الصعبة إلى جنب زوجها الفلسطيني، بينما كان بوسعها العيش في الجزائر دون أي متاعب، و لكن دوافعها النبيلة و السامية ، جعلتها تضحي بكل شيء ، و ترحل في سلام و ترتقي مع الشهداء، داعيا لها بالرحمة و المقام العالي، في وقت حرج و غير منطقي ، تجرد العالم كله من انسانيته ، ختم الزميل.
وبدورها عبرت القائمة بالعلاقات العامة و الاتصال لدى جامعة سعد دحلب البليدة 01، الاستاذة بلحشم لـ" الخبر"، أنهم حزينون وسعداء لنيل زميلتهم واستاذتهم الشهيدة وهيبة آيت مزغات شرف الشهادة، وأن ذلك دليل قوي على اختلاط دماء الجزائريين، بإخوانهم في فلسطين، القضية التي لن يكتمل فيها استقلال الجزائر إلا بتحرير كل فلسطين.