38serv
أكّد بهاء الدين فاطمي، مدير الصحة والسكان لولاية تيسمسيلت، اليوم الخميس، استحداث مصلحة للطب النووي في عاصمة الونشريس الأشمّ قريباً.
وفي حوار خصّ به "ملتيميديا الإذاعة الجزائرية"، نوّه فاطمي بأهمية رفع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التجميد عن مشروعي مؤسسة استشفائية بديلة في ضاحية ثنية الحدّ، ومؤسسة استشفائية عمومية بطاقة 240 سريراً بتيسمسيلت، وهي مؤسسة ستتضمّن مصلحةً للطب النووي، إضافة إلى طب الأورام وطب الأشعة، في خطوة نوعية للتكفل بمرضى ولاية تيسمسيلت والولايات المجاورة.
وأبرز فاطمي، التدعيمات التي استفاد منها قطاع الصحة بفضل البرنامج التكميلي لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فضلاً عن حزمة اتفاقيات توأمة أبرمتها مديرية الصحة لولاية تيسمسيلت مع مستشفيات وهران، في انتظار المزيد.
وركّز فاطمي على الخطوط الكبرى للتكفل بساكنة حزام القرى والمداشر الواقعة في المناطق الجبلية المعزولة بتيسمسيلت، على وقع التفكير في خطط أعمق لتطوير القطاع على أهبة المستقبل.
وبالعودة إلى الطب النووي، يشكّل الأخير أداة هامة في معالجة مرضى داء السرطان، تبعاً لما تتمتّع به هذه التكنولوجيا المتطورة من مزايا ذات فاعلية في إنهاء معاناة الكثيرين.
ويُشيد رئيس الجمعية الوطنية لممارسي الطب النووي الخواص، الدكتور "محمد صدر الدين بوروبة"، بـ "التطور الكبير" الذي يسجّله هذا التخصص سواء في القطاع العمومي أو نظيره الخاص، معرباً عن أمله في تدعيمه بأجهزة التصوير الطبي الموجّه لطب السرطان والقلب.
وبلغة الأرقام، ينوّه الدكتور بوروبة إلى امتلاك الجزائر لنحو 49 مركزاً موجّهاً لهذا التخصص، موزّعين عبر كامل التراب الوطني، علماً أنّ 60 بالمائة منها تابعة للخواص.
ويشير محدثنا إلى وجود "كفاءات وطنية مؤكدة" في مجال الطب النووي، وتعود أول مصلحة لهذا التخصص إلى العام 1978، ممثّلة بمركز بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا وسط العاصمة.
وفي مقام خاص، تبرز تجربة الدكتور "جمال بوفلفل" المتخصص في الطب النووي، حيث يشدّد الخبير المذكور على علاج السرطانات بالنووي، وتعميم التجربة التي بدأها بكندا منذ ثلاث عقود، ويوقن بوفلفل أنّ العلاج بنوعيه الكيميائي والجراحي، ليس ذا بال ما لم يُشفع بالعلاج النووي الذي يحد من انتشار الخلايا السرطانية في أعضاء الجسم ويسمح بالاكتشاف المبكر لحالات الإصابة.
ويرى "محمد محفوف" المتخصص في طب الأورام أنّ اعتماد العلاج النووي ناجع ولا يكلف كثيرا، كما يصف "كمال بوزيد" رئيس جمعية طب الأورام، الطب النووي بـ"العلاج الدقيق"، لكونه مُوجه مباشرة للخلية المصابة دون إلحاق ضرر بالخلايا المجاورة، عكس العلاج الكيميائي الذي ينطوي على أعراض جانبية ويؤدي إلى تدمير الخلايا المصابة والخلايا المجاورة لها.
بدوره، ينوّه البروفيسور "محمد رضا مرّاد" إلى امتلاك الطب النووي لأدوات بإمكانها القضاء على السرطان الذي ينتشر بسرعة في الجزائر والعالم، في ظلّ إشكالية نقص العلاج بالأشعة، وحاجة 70 إلى 75 بالمائة من مرضى السرطان في الجزائر لعلاجات سريعة وفعّالة.
وبمنظور "دوجة حمودة" الباحثة في مجال السرطان، فإنّ هذا الداء العُضال يقتضي تكثيف استعمال العلاج النووي المتخصص، فضلا عن تأهيل الفيزيائيين الطبيين وشبه الطبيين، مشيرة إلى أهمية استعمال التقنيات الجديدة للعلاج بالأشعة، وفتح مراكز جديدة للمعالجة الفاعلة عبر إدخال التقنيات النووية الأكثر رواجًا حاليًا، وتوظيف الفيزياء الطبية بالإضافة إلى وضع تنظيم خاص بنشاط العلاج بالأشعة.
من جانبه، أبرز "سليم عفيان" المتخصص في العلاج بالأشعة، أهمية توظيف العلاج النووي الحديث، مشيرًا إلى كون آلاف المرضى في بلاده يستفيدون من علاج دائم، وهي نسبة قليلة إذا ما قورنت بالعدد الضخم للمرضى الذين تضاعفوا في السنوات الأخير بشكل يدعو إلى القلق.
أما "يوسف دالي" فيُركّز على ضرورة استعمال تقنيات جديدة حديثة في مكافحة السرطان سيما الكوبالت الذي يشكل - كما قال- أداة "ذات أهمية كبيرة" لأعمال البحث الطبي والتطبيقات المستحدثة في مجال العلاج بالأشعة.
في سياق متصل، يؤكد "محمد صدوقي" المتخصص في طب الأورام، أنّ الطب النووي من شأنه ضمان القضاء على الخلايا المصابة بالأورام، وله فوائد طبية في تدمير داء السرطان، وقال صدوقي أن هذه الطريقة العلمية الحديثة التي تستعمل في مواجهة شتى الأورام الخبيثة، يمكن تعميمها بالجزائر في علاج سرطان الثدي والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والكلى، ويأسف صدوقي لكون استعمال العلاج النووي في مجال الأورام السرطانية يبقى في غير متناول الجميع.
ويشهد السرطان بالجزائر توسعاً مستمراً (44 ألف حالة إصابة جديدة كل عام بمعدل 125 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن سنويا) نتيجة شيخوخة السكان وتغيير نمط حياة الأفراد، بالإضافة إلى عوامل بيئية أخرى، وتتموقع سرطانات الرئة والثدي والمعي والمستقيم والبروستاتا وعنق الرحم في مقدمة الأمراض المنتشرة محليا، حيث تمثل هذه الأنواع الخمسة لوحدها 63 بالمائة.
ويبقى سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان المنتشرة لدى النساء (9500 حالة في العام الأخير)، فيما يتصدر سرطان الرئة عند الرجال، وسط تسجيل خمس مئة حالة سرطان النسيج الرخو لجسم الإنسان (السرطان النادر) سنويا بالجزائر، وهو سرطان صعب التشخيص والعلاج.