38serv
حافظت ولاية الطارف، خلال هذا الموسم، على ريادتها وطنيا في إنتاج الطماطم الصناعية، ووشحت إنتاجها بتنظيم العيد الوطني السنوي نهاية الأسبوع الأخير، الذي أشرف عليه الوالي محمد مزيان، والسلطاته المحلية، وشركاء الشعبة من ولايات منتجة مجاورة، وبحضور كذلك رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة محمد يزيد حمبلي، ومشاركة وفد من الشقيقة تونس.
وقد تدعمت احتفالية بالعيد الوطني للطماطم هذه السنة بتدشين وحدة تحويلية جديدة والسابعة من نوعها بهذه الولاية بمنطقة برومانة في بلدية بن مهيدي، ضمن مجمع الاستثمار الفلاحي، بطاقة تحويل انتاجية قدرها 600 طن في اليوم.
كما شهدت تنظيم معرض شاركت فيه 30 مؤسسة من شركاء هذه الشعبة الزراعية التحويلية من كبار الفلاحيين المنتجين والمحولين الصناعيين ومؤسسات الأدوية والأسمده الفلاحية، ومؤسسات الوقاية النباتية وخبراء فلاحيين، إضافة إلى المؤسسات الرسمية المعنية بالإنتاج الفلاحي النباتي ومؤسسات بنكية ، وممثلين عن ولايات الجوار المعنية بهذه الزراعة التحويلية من كل من عنابة، قالمة، وسكيكدة .
توقع بإنتاج 4300 ألف قنطار
وأظهر العرض التقني لغرفة الفلاحة بالطارف، بأن توقع إنتاج هذا الموسم 4300 ألف قنطار على مساحة 4,587 هكتار بمردود يعادل 950 قنطار في الهكتار الواحد.
وتتوزع المساحة في دوار الطارف على 17 هكتار ، بوثلجة 29 هكتار ، بن مهيدي 1000 هكتار ، البسباس 1250 هكتار، وأعلاها بالذرعان بـ 2291 هكتار.
وقد تم اعتماد الزراعة بالطرق التقنية الجديدة ، ومنها الري بالتقطير في جميع المساحات والمكننة الفلاحية أثناء حملة الزراعة والجني في بعض المساحاتن كتجربة دخلت تطوير الزراعة قبل 8 سنوات وتتوسع تدريجيا لدى الفلاحين المنتجين حسب الإمكانيات المتاحة في الاستثمار الفلاحي للمكننة الفلاحية في عمليات الزراعة والجني الذي مازال محدودا.
قدرات التحويل تبلغ 10,800 طن في اليوم
تتواجد في ولاية الطارف 7 وحدات تحويلية بما فيها المدشنة حديثا بطاقة تحويل 10,800 طن في اليوم ، وهي الوحدات التي تتعاقد مع الفلاحين المنتجين قبل حملة الجني والتسويق، بالتنسيق مع فروع مديرية المصالح الفلاحية عبر دوائر الولاية .
ومازالت وحدة الأوراس العريقة في التحويل لمدة نصف قرن والأكبر في طاقة الإنتاج والدعم المسبق للفلاحين تحتفظ بتعاقد شركائها الفلاحين المحترفين في هذه الشعبة الزراعية التحويلية.
وحسب خبرة الفلاحين المنتجين، فإن الهكتار الواحد يكلف 150 مليون سنتيم منه ما بين 25 إلى 30 بالمائة يستهلك في الأسمدة والأدوية الوقائية من الأمراض حسب طورايء تقلبات المناخ ، حيث تعتبر الأسمدة والأدوية الوقائية من وسائل الأنتاج الأكثر تكلفة.
تغطية أكثر من 50 بالمائة من حاجيات السوق الوطنية
منتوج هذا الموسم بالطارف وحسب المعطيات والتوقعات والمؤشات يغطي أكثر من 50 بالمائة من حاجيات السوق الوطنية للطماطم المصبرة، والتي تصل إلى 110 ألف طن، وبحكم القياس التقني للإنتاج حسب خبرة المحولين الصناعيين فإن معدل 6 كلغ من الطماطم الطازجة يضمن إنتاج 1 كلغ من الطماطم المصبرة، ومن حصيلة الموسم الحالي بإنتاج 4300 ألف قنطار، فإن عمليات التحويل يتوقع أن تحقق ما لا يقل عن 60 ألف طن من الطماطم المصبرة عبر الوحدات الصناعية الـ 7 بولاية الطارف الأمر يبقيها مسيطرة على ريادة إنتاج هذه الشعبه الزراعية الفلاحية.
استقرار في السعر المرجعي ودعم الدولة لتحويل المنتوج
واستقرت هذا الموسم على نفس حالة الموسم السابق في السعر المرجعي لتسويل المنتوج من الفلاح المنتج إلى المحول الصناعي مقابل 18 دينار للكيلوغرام الواحد، كما استقر دعم الدولة لتسويق المنتوج مقابل 4 دنانير للفلاح المنتج و1,50 دينارا للمحول الصناعي في لكيلوغرام الوحد.
ولم تطرأ أي زيادة سواء في السعر المرجعي أو دعم الدولة رغم تكرار طلبات الفلاحين في الزيادة ، ولتحسين مداخيل التسويق وأثناء بداية حملة الجني التي تسبق فتح الوحدات وتحريك دوالبها للتحويل، يعتمد الفلاحون على تسويق جني الطبقة الأولى والثانية إلى الأسواق المحلية بغرض الأستهلاك مقابل 20 إلى 25 دينار للكيلو غرام الواحد، وحسب خبرة الفلاحين فإن حجم الكمية الموجه للاستهلاك قد تصل إلى 20 بالمائة من المردود الإجمالي للموسم.
اندثار عمالة الأطفال وبقاء وسطاء التسويق
وبالنسبة لجديد الموسم كما هو حال الموسم الماضين فيشهد اندثار عمالة الأطفال القصر في عمليات الجني بفضل دخول عامل بشري جديد أكثر فعالية في عمليات الجني، واستغناء الفلاحين عن استغلال الأطفال القصر من 12 إلى 16 سنة كما كان معمول به في سنوات سابقة مع تجاهل للظاهرة المحظورة في قانون حماية الطفولة، تحت دواعي العوز والفقر الاجتماعي، بينما حافظ وسطاء تسويق المنتوج على مكانتهم في الساحة مع المنتجين من غير الفلاحين المهنيين غير المتعاقدين مع الوحدات الصناعية وبسعر أقل من السعر المرجعي وهي العملية التي تسمح بتسويق جزء من المنتوج إلى وحدات خارج ولاية الطارف " قالمة وعنابة "، وحتى إلى وحدات بولايات بعيدة أمثال سطيف ، العلمة وبرج بوعريريج.
اهتمام من تونس
وبإجماع الشركاء والمتعاملين التجاريين وطنيا، فان احتياجات السوق الوطنية من الطماطم المصبرة تتراوح بين 100 ألف طن إلى 110 ألف طن سنويا ، فيما يعرف الإنتاج الوطني للطماطم الصناعية زيادات سنوية في الكم ونوعية المردود وتكثيف المنتوج بفضل تطوير الانتاج في هذه الشعبة الزراعية التحويلية التي لم تندثر كما هو حال زراعات تحويلية مماثلة مثل " القطن ، التبغ ، الشمندر السكري " رغم الهزات العديدة التي كادت أن تعصف بمصير محصول الطماطم الصناعية ، وبحكم النوعية وجودة المنتوج بما يتطابق مع المواصفات التجارية العالمية فإن تصدير الفائض ظل حلما يراود شركاء الشعبة والقطاع الفلاحي لأكثر من 20 سنة، الأمر الذي يتطلب حسب رئيس الغرفة الوطنية الفلاحية، أليات عملية تطبيقية لتوسيم جودة المنتوج وبالعلامة الجزائرية ، وضمن هذا الأهتمام شد حضور ومشاركة وفد تونسي للعيد الوطني للطماطم ممثلا في رئيسين جهويين لغرفتي الصناعات التقليدية بكل من باجة وجندوبة التونسيتين.\