عن أبي مسعود البَدري رضي اللّه عنه، قال: قال رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ”إنَّ مِمَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كلام النُّبُوَّةِ الأُولى: إذا لَم تَستَحْيِ، فاصْنَعْ ما شِئْتَ” رواه البخاري.يشير الحديث النّبويّ الشّريف ”إنَّ ممّا أدرك النّاسُ من كلام النبوَّةِ الأولى” إلى أنَّ هذا مأثورٌ عن الأنبياء المتقدّمين، وأنَّ النّاس تداولوه بينهم، وتوارثوه عنهم قَرنًا بعد قرنٍ، وهذا يدلُّ على أنَّ النّبوات المتقدِّمة جاءت بهذا الكلام، وأنَّه اشتهر بَيْنَ النّاسِ حتّى وصل إلى أوَّل هذه الأمّة.ومعنى قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: ”إذا لم تستحي، فاصنع ما شئتَ” قولان: أحدهما، أنَّه ليس بمعنى الأمر: أنْ يصنع ما شاء، ولكنّه على معنى الذمِّ والنّهي عنه. والثاني، أنّه أمر بفِعل ما يَشاء على ظاهرِ لفظه، وأنَّ المعنى: إذا كان الّذي تريدُ فِعله ممّا لا يُستحيى من فعله، لا مِن اللّه ولا من النّاس، لكونه من أفعال الطّاعات، أو مِن جميل الأخلاق والآداب المستحسنة، فاصنعْ منه حينئذٍ ما شئتَ، وهذا قولُ جماعةٍ من الأئمة، منهم: أبو إسحاق المِروزي والإمام أحمد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات