38serv

+ -

مرتديا اللباس التقليدي المحلي المعروف بـالـ"بازان" أشرف المترشح الحر، عبد المجيد تبون، على تجمع شعبي في ولاية جانت، في إطار حملته الانتخابية لرئاسيات السابع سبتمبر المقبل.

وعلى وقع موسيقى الـ"تيندي" المحلية وإيقاع أوتار العود والقيثارة والأغاني الوطنية، تهيأت القاعة لاستقبال المترشح، مزينة بصوره في شاشات عملاقة ومكتظة بمسانديه من ولايات الجنوب الكبير، وفي مقدمتهم امنوكال آزجر غومة البكري وآمنوكال آهقار إيدابير أحمد وأعيان وقيادات قبلية ومشايخ الزوايا من مناطق الهقار والتيديكلت وتوات وآزجر، الى جانب مساندين من أدرار وإليزي وغيرها.

وتوافد عشرات الداعمين على القاعة المتعددة الرياضات، من عدة ولايات جنوبية، لحضور تجمع تبون، وهو الثالث خلال حملته الانتخابية، الى جانب التجمعات والأنشطة التي يقوم بها مدير حملته الانتخابية، ابراهيم مراد، وأيضا، قادة الأحزاب المساندة له، كحزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وحركة البناء وحزب الفجر الجديد وجبهة المستقبل وغيرهم.

 وجاء المساندون من الهقار في تمنراست وبرج باجي مختار وتين زواتين وعين قزام وجانت وإيليزي وغيرها من فيافي وواحات وكثبان الصحراء المبسوطة على مئات الكيلومترات المربعة. 

وتحت سقف متموج على نحو خيمة، جلس الوافدون في صحن القاعة، وكان أغلبهم يرتدي اللباس المحلي بمختلف ألوانه وأشكاله وجأش ملفوف على الرأس لفّات عديدة، بينما اكتست النسوة لباسهن المفضل المسمى "تستغنس" أو "الحولي"، وتابعوا كلمة الرئيس المترشح، التي تركزت حول رصيده في العهدة الأولى وأيضا وعودا جديدة.

تصريحات ووعود

وتمحورت كلمة تبون حول، اعتزازه بكونه في الجنوب، مشيرا الى أنهم "حراس الوطن وأبناء آمود آغ مختار". واعتبر أن مناطق الصحراء قدمت الكثير للوطن.

وقال تبون، أمام قاعة ممتلئة بأن الاستمرارية هدفها استكمال مشروعه، مذكرا بالصعوبات التي تميزت بها العهدة الأولى، على غرار الأزمة الصحية وما تخللها من جهود، انتهت بصناعة اللقاح، الى جانب مواجهة "العصابة".

وتابع المترشح "كنا على شفا حفرة من الافلاس ومن المديونية، بسبب النهب"، مشيرا إلى ان سنتين ونصف "ونحن نحاول استرجاع أنفاسىنا". وهنا قال تبون إنه "لأول مرة كانت فيه التزامات مكتوبة وليس وعود فقط، حتى يتسنى للمواطن التقييم والتساؤل إذا كان الرئيس أوفى وعمل أم لا؟.

وقال تبون إن الدول الجارة من الجنوب شقيقة ونحترمها، موضحا أن الجزائر تدافع على دول الجوار مثلما جرى مع النيجر وليبيا، التي تربطنا معهما علاقات قوية. وفي هذا الصدد، أفاد المترشح بأن كلمة الجزائر مسموعة وستظل تدافع على فلسطين وعلى الجمهورية الصحراوية وأيضا الأمم المقهورة. وتفاعلت القاعة مع تصريحات تبون وكلمته بشكل كبير.

وحث تبون مسانديه على العمل للوصول مع بعض، مذكرا بأن عدة مناطق صارت ولايات، وأنه "أعرف كل النقائص"، وهنا وعد باجتماع الحكومة هنا بجانت، مثلما جرى في ولاية خنشلة وتيسيمسيلت وتندوف، حيث حلت الحكومة وسجلت كل الملاحظات والمطالب.

وقال الرئيس المترشح أن "لا أحد يقرر في مكان سكان الولاية، وأنتم لديكم الخيارات ولكم أن تقوموا بدراسات معمقة لعرضها واقتراحها للتجسيد"، واعدا بإنجاز مناطق حرة في المنطقة، للسماح بمنتوجنا للمرور إلى دول الجوار ولترقية التجارة التي "كان يمارسها أجدادكم وأنتم حاليا"، "خاصة وان الأمور تنطورت ولم تعد بالقوافل وإنما عن طريق سيارات وشاحنات قوية".

"أنتم حماة الوطن"

وانبعثت من القاعة مطالب عديدة، بشأن إنجاز الطرقات وخاصة طريق آمقيد ورقلة، ومشاريع الماء والتنمية وغيرها، بينما كان يتفاعل معها تبون بالوعود بمنح المساعدات والإعانات والقروض الخاصة بالاستثتمار في عدة مجالات، مع تسهيلات لترقية السياحة في الجنوب، عبر إلغاء التأشيرات "وهذا ليس السماح في السيادة".

وطلب تبون من الحاضرين بأن يكونوا حماة الوطن وبالاستلهام من مواقف آمود بن مختار.

وكعادتهم استقبل سكان الولاية ضيوفهم بالكرم والجود والبشاشة والهدوء المألوف لديهم، وكانت أغلب أحاديثهم البينية وتصريحاتهم للصحافة، تتمحور حول المفاهيم التي عادة ما تبرز وتُتداول في المناسبات الانتخابية، كالتركيز على صون الوحدة الوطنية والاستقرار وصد المؤامرات في الجنوب والشمال، فيما ركز آخرون على دعم المترشح على أساس "إيفائه بغالبية وعوده" و "مواصلة دعمه للاستمرار في عهدة ثانية لاستكمال برنامجه".  

وينطلق هؤلاء في دعمهم لتبون من "سياسة هذا الأخير تجاه الزوايا والمشايخ وللمشاريع الاستثمارية في الجنوب" وفق ما رصدت "الخبر" داخل القاعة.