38serv
بعد أن حقق الفيلم التاريخي الثوري "حامي الصحراء"، والذي يجسد مسيرة البطل الشهيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة الشهير بكنية "العقيد سي الحواس"، أشواطا كبيرة في عملية التصوير، في انتظار تقديمه وعرضه بمناسبة سبعينية الثورة المجيدة، توقف تصويره منذ فيفري الماضي، ما خلّف حالة استياء لدى طاقم الفيلم الراغبين في استكمال العمل وأخذ مستحقاتهم والتفرغ لانشغالات أخرى.
يعتبر فيلم "حامي الصحراء" من إنتاج المركز الوطني للصناعة السينيماتوغرافية وإخراج ياسمين شويخ، والذي أعطيت إشارة انطلاق تصويره شهر نوفمبر 2022، والتصوير الفعلي في نوفمبر 2023، بمنطقة مشونش بولاية بسكرة، برعاية خاصة من وزير المجاهدين ووزيرة الثقافة والفنون، من الأفلام التاريخية المهمة، يضاف إلى سلسلة أفلام ستينية الاستقلال، وقد كلفت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، المشاركة في إنتاج الفيلم، المخرجة ياسمين شويخ بمهمة إخراج هذا العمل الجديد، حول هذه الشخصية الفذة في الكفاح من أجل استعادة السيادة الوطنية، وقائد الولاية السادسة التاريخية بعد استشهاد علي ملاح. لكن الفيلم توقف قبل شهر رمضان الماضي بعد أن حقق أشواطا جد مهمة في التصوير، حيث صرّح بطل الفيلم الفنان عبد الرؤوف دزيري لـ"الخبر"، والذي أدى دور البطل الشهيد سي الحواس، بأن العمل وصلت نسبة التصوير فيه إلى 70 بالمائة خلال شهر فيفري الماضي، وهو الشهر الذي توقفوا فيه عن التصوير، وأوضح بأنه رفقة طاقم الفيلم كانوا ينتظرون استئناف التصوير بعد شهر رمضان، وهو ما لم يحدث، مؤكدا أنهم استفسروا في البدء عن سبب التوقف وقيل لهم لغياب الديكور الملائم.
كما عبّر عبد الرؤوف عن استيائه رفقة طاقم الفيلم من الوضعية قائلا: "توقف التصوير منذ شهر فيفري الماضي، وحتى اللحظة لم نتلق أجورنا، كما لا نعرف شيئا عن تاريخ استئناف التصوير، نريد أن نعرف هل سنواصل التصوير أم لا، كما نطالب الجهات المعنية بحقوقنا التي لم نتلقاها لحد اليوم".
وحول اتصالهم بالقائمين على الفيلم، أوضح محدثنا: "راسلنا الجهات المعنية المتمثلة في الجهة المنتجة، وهي المركز الوطني للصناعة السينيماتوغرافية، في أفريل 2024 وطلبنا منهم تسوية مستحقاتنا، وكان الرد بأن المركز سيتكفل بهذا الملف ويأخذ بعين الاعتبار طلبنا وفقا لحيثيات العقد، وهذا بعد تسوية الوضعية الإدارية والمالية للفيلم، ولحد اليوم ليس هناك أي رد أو اتصال".
ويعتبر الشهيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة المدعو سي الحواس، من مواليد عام 1923 بمشونش، إحدى قرى الأوراس التابعة حاليا لولاية بسكرة، أحد أبطال الجزائر، انخرط في حزب الشعب الجزائري السري سنة 1943، وبعد اندلاع ثورة التحرير، دعمها سياسيا وماديا، ثم ما لبث أن التحق بإخوانه المجاهدين في الجبال سنة 1955. ونظرا لسابقته في النضال وصفاته القيادية، تم تعيينه على رأس المنطقة الثالثة من الولاية الأولى، وسعى حينها إلى تطبيق ما نتج عن مؤتمر الصومام من قرارات بعدما تحصل عليها. بعدها، سافر إلى تونس في مهمة ثورية، وعاد منها ليتحمل تسيير الثورة في منطقة الصحراء. بعدها، عيّن قائدا للولاية السادسة في شهر أفريل من عام 1958. عرف عن سي الحواس انضباطه وحسه التنظيمي وصرامته في العمل ونشاطه الدؤوب، حيث تمكن من جعل الولاية السادسة، رغم تأخر ظهورها وشساعة مساحتها والمشاكل الموجودة بها (بلونيس)، ولاية نموذجية في مستوى الولايات التي سبقتها في العمل الثوري.
شارك في بدايات شهر ديسمبر 1958 في اجتماع الولايات الذي دعا إليه العقيد عميروش، وخرج بقرارات وتوصيات أرسلت إلى الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وبدعوة من هذه الأخيرة، استجاب العقيد سي الحواس لدعوتها، حيث انطلق مع رفيقه في الكفاح العقيد سي عميروش، وكتبت لهما الشهادة في جبل ثامر ببلدية سيدي أمحمد دائرة عين الملح، جنوب بوسعادة، يوم 29 مارس 1959.