يوسف أوشيش.. أصغر متسابق نحو قصر المرادية

38serv

+ -

يخوض يوسف أوشيش، البالغ من العمر 41 عاما، الانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة يوم 7 سبتمبر 2024، كمرشح عن حزب جبهة القوى الاشتراكية، كأصغر مرشح في تاريخ الاستحقاقات الرئاسية بالبلاد منذ التعددية الديمقراطية.

يوسف أوشيش من مواليد 29 جانفي 1983 بمدينة بوغني بولاية تيزي وزو،  زاول فيها دراسته إلى غاية تحصله على شهادة البكالوريا سنة 2003، ليلتحق بعدها بجامعة الجزائر، حيث واصل دراساته العليا في كلية العلوم السياسية وتحصل على شهادة ليسانس في العلوم السياسية، تخصص علاقات دولية.

وبمجرد التحاقه بالجامعة، انخرط أوشيش في العمل النقابي، حيث تولى مسؤولية إحدى المنظمات الطلابية المستقلة.

بدأ أوشيش مساره النضالي في جبهة القوى الاشتراكية بعمر 19 سنة، وعرف عنه في بداياته اندفاعه الذي كلفه العديد من الملاحقات القضائية بما في ذلك الحكم بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ. وبعد التخرج، عمل كصحفي في عناوين وطنية خلال الفترة من 2008 إلى 2012 وملحقا نيابيا خلال الفترة 2012-2017.

تولى في الفترة ذاتها منصب مسؤول الإعلام بين سنتي 2013 و2016، كما عيّن بعد ذلك أمينا وطنيا مكلفا بالتنظيم بين سنتي 2016 و2017. وشهدت هذه المرحلة إطلاق الأفافاس مبادرة الإجماع الوطني التي استرعت الاهتمام في ذلك الوقت، وكان أوشيش من أبرز من روجوا لها بحكم إشرافه على الإعلام في الحزب.

وفي نوفمبر 2017، خاض أوشيش أول تجربة انتخابية، حيث قاد بنجاح قائمة جبهة القوى الاشتراكية في الانتخابات المحلية لتيزي وزو، ليتم انتخابه لمنصب رئيس مجلس الشعبي الولائي، وبعد مقاطعة الانتخابات التشريعية في ماي 2021، قرر المجلس الوطني للحزب المشاركة في الانتخابات المحلية في نوفمبر من نفس العام، حيث أعيد انتخاب أوشيش لرئاسة المجلس الولائي لولاية تيزي وزو وأهله ذلك ليتنافس على عضوية انتخابات مجلس الأمة، ليصبح سيناتورا عن ولاية تيزي وزو، وهو المنصب الذي يحتله إلى اليوم رغم أنه نادرا ما يحضر الجلسات أو يقدم مداخلات.

عين أوشيش سكرتيرا وطنيا أول للحزب في منتصف 2020، وكان على عاتقه قيادة الأفافاس إلى المؤتمر السادس في 2022 مع إصلاحات تضمنها المؤتمر بإلغاء الهيئة الرئاسية التي تم اعتمادها كبديل مؤقت بعد انسحاب زعيم الحزب حسين آيت أحمد من القيادة سنة 2013، وهو ما فتح الباب لأوشيش ليكون أول متزعم للحزب بشكل كامل بعد مرحلة القيادة الجماعية.

منذ تولي أوشيش قيادة الأفافاس اختفت المشاكل التنظيمية بعد حسم الكثير من الخيارات وإبعاد الخصوم عن هيئات الحزب القيادية.

تفرغ أوشيش لصياغة خطاب جديد للأفافاس، لم تعد فيه السلطة الخصم الوحيد، بل وجد خصوما آخرين يهاجمهم الحزب بحدة، أولهم "الانفصاليون" أي حركة "الماك" المصنفة إرهابية.

وضع أوشيش حملته الانتخابية في سياق ومسار سياسي استراتيجي شامل يهدف إلى إعادة بناء القاعدة الشعبية للحزب وتوسيعها واستعجال تفتح الحزب على المجتمع وتعزيز قدراته التنظيمية داخليا، ما يمكنه من إحداث أطر وقنوات للحوار قوية داخل المجتمع.

بشكل عام، يراهن أوشيش على تأكيد حضور الأفافاس وطنيا وتحقيق نسبة معقولة من الأصوات بعد غياب لسنوات هز حضوره في الساحة السياسية الوطنية.