“شارلي إيبدو” “تقصم ظهر” الطبقة المثقفة الفرنسية

+ -

 مر أسبوع كامل على أحداث “شالي إيبدو” ولم تتوقف التصريحات “العنصرية” ضد المسلمين في فرنسا، وقاد مؤخرا الصحافي الفرنسي الشهير فيليب تيزون، معركة إعلامية عبر أمواج إذاعة “أوروبا 1” ضد مسلمي فرنسا، واصفا إياهم بـ”صناع القرف في فرنسا”، وهي التصريحات التي استفزت المسلمين هناك ودفعتهم إلى رفع دعوى قضائية ضده بتهمة القذف والتحريض على العنصرية.تعيش النخبة المثقفة في فرنسا حالة من الغليان والانقسام، ما أعاد النقاش إلى أجواء سنة 2012 عندما قامت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، لأول مرة بالاستهزاء بالإسلام، فقد سبق أن نشر موقع “مي ديبا” سنة 2012، استبيان لمعرفة المؤيد والمعارض لممارسات “شالي إيبدو”، تجاه رسوماتها “المسيئة للإسلام”، وقد مالت الكفة في ذلك الوقت لجهة المؤيدين المدافعين عن مجلة “شالي إيبدو”، بحجة حرية التعبير، ولكن اليوم تتجه الآراء نحو محاربة التطرف بعد أن أخذ النقاش منحى جديدا بارزا هو “الإسلام فوبيا”، وأصبح له شكل ديني أكثر من أي وقت مضى، ما دفع بالعديد من الشخصيات الفرنسية لتغيير مواقفهم بعد أن تكشفت الملامح والأسباب الحقيقية لممارسات “شارلي إيبدو”.أوليفر كيران، المحرر السابق في المجلة: “شارلي إيبدو” ديكتاتورية فاسدةوصف أوليفر كيران، وهو محرر سابق في مجلة “شارلي إيبدو” المجلة التي كان يعمل بها بأنها تمارس “الديكتاتورية الفاسدة”، فقد نشر المحرر السابق في مجلة “شارل إيبدو” الفرنسية الساخرة التي تعرضت لهجوم قتل فيه 9 من موظفيها منهم 4 من كبار رساميها بمن فيهم رئيس التحرير ستيفان تشاربونيير، رسالة قديمة كان بعث بها في 5 ديسمبر 2013 تنبأ فيها بنهاية سوداء كتلك التي جرت للمجلة بسبب ما وصفه بـ”سلوكها الديكتاتوري وممارساتها الفاسدة” وقال أوليفر كيران: “كنت أعمل في المجلة في الفترة من 1992-2001، قبل أن استقيل، بسبب الغضب من سلوك المجلة الديكتاتوري وممارساتها الفاسدة”.“شارلي إيبدو” تستفز الفكاهي غي بيدوس وجيرارد وديدونيفي السابق التزم العديد من رموز الثقافة والفن في فرنسا الصمت تجاه ممارسة “شارلي إيبدو”، بل وسخر العديد من الصحافيين من فتح النقاش تجاه ما تقوم به فرنسا، كما هو حال رجل السياسة الفرنسي كوهين بنديت الذي وصف النقاش حول ممارسات “شارلي إيبدو” سنة 2012 بـ”الغباء”، بينما لم يدل الفكاهي الفرنسي الشهير ديدوني بدلوه في النقاش في ذلك الوقت، ولكنه عاد بقوة لمحاربة المجلة ومن دافعوا عنها اليوم، شأنه في ذلك شأن الفكاهي غي بيدوس والممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو الساخط من السياسة الفرنسية، إلى حد أنه أعلن في وقت سابق رغبته الحصول على الجنسية الجزائرية في خرجة نادرة أراد منها “استفزاز النظام الفرنسي”، وهاهو يؤكد اليوم على مواقفه الرافضة للإساءة للإسلام باسم حرية التعبير عبر رفضه شعار “أنا شارلي إيبدو”، وقد نشر الممثل صورة له عبر الأنترنت يرفع عبارة “أنا لست شارلي”.الفكاهي الفرنسي الشهير غي بيدوس: “شارلي إيبدو” ليست رفيقتيهاجم الفكاهي الفرنسي الشهير غي بيدوس مجلة “شارلي إيبدو” بعد نشرها عددها الأخير والذي أساءت فيه للرسول (ص) قائلا: “شارلي إيبدو ليست صديقتي. لقد انفجرت بعد أن أخذت المخاطر على جلد الآخرين. بالإضافة إلى ذلك فإن ما قامت بنشره شارلي إيبدو من صور ليس مضحكا، فالحكاية التي اعتمدها للسخرية من “محمد” سيئة للغاية”.برنارد ليفي: “شارلي إيبدو”هي روح فرنساوفيما دفعت المخرجة الفرنسية إزابيل ماتيك أحداث “شالي إيبدو” بها لإشهار إسلامها، وكتبت عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك تشكر الممثل المغربي هشام بهلول على نشره خبر إسلامها في الصحف المغربية، بات واضحا كيف يستغل اليمين المتطرف في فرنسا الجدل حول حرية التعبير للانتقام من الإسلام ومحاربة المسلمين، حيث ينظر برنارد هنري ليفي مثلا إلى “أحداث شارلي إيبدو” كفرصة رائعة لتشويه صورة الإسلام كما قال: “هؤلاء الرجال حاولوا قتل قلب وروح فرنسا. وفي ظل هذه الحالة الطارئة فإن مهمة أي كاتب أو صحفي فرنسي حاليا هي مساعدة روح شارلي إيبدو والتي هي بدورها روح فرنسا، بالبقاء وتطوير نفسها.”الصحافي الفرنسي الشهير فيليب تيزون: المسلمون يصدّرون القرف لفرنساأعلنت الجالية المسلمة في فرنسا رفعها دعوى قضائية ضد الصحافي الفرنسي الشهير فيليب تيزون، وذلك بعد أن اتهم على أمواج إذاعة “أوروبا 1” المسلمين بتصدير ما “أسماه القرف إلى أوروبا وقال: “من أين بدأت المشكلة، بالتأكيد ليس الفرنسيين، إنهم المسلمون الذين يجلبون القرف في فرنسا اليوم، يجب أن نقول ذلك صراحة لأنهم متعصبون إذن إنه الإسلام”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات