المطلقات قبل الدخول... حياة نحو المجهول

38serv

+ -

"ثلاثون يوما هو عمر زواجي على الورق بعد انفصالي عن خطيبي أياما قبل حفل زفافنا، لتنتهي حياتي الزوجية قبل أن تبدأ.. لم يجمعني بخطيبي سقف واحد، لكن بالنسبة للقانون والمجتمع أنا مطلقة ولو قبل الدخول".. هي شهادة واحدة من كثيرات مُؤشر على شهادات ميلادهن بأنهن مطلقات قبل البناء أو بالأحرى "عازبات بين قوسين".

 تغيرت حياة مريم، الفتاة العشرينية، 180 درجة بعد أن ألغى خطيبها زواجهما الذي عُقد مدنيا فترة قصيرة قبل حفل الزفاف، بعد أن اكتشف والدها بأن خطيبها المغترب في فرنسا مدمن كحول ومتورط في أنشطة غير مشروعة أدخلته السجن أكثر من مرة.

تقول مريم، مدرسة الإعلام الآلي في الثانوية، "لم أعد عازبة في نظر الجميع، اسم خطيبي أو بالأحرى طليقي يلاحقني ليذكرني بجرحي كلما استخرجت الوثائق الإدارية، المجتمع يعتبرني مطلقة، مشاريعي للزواج تنتهي ما إن يعرف الطرف الآخر أنني في حكم المطلقة رغم أن الطلاق تم قبل البناء".

تواصل محدثتي في السياق أنها تلقت أكثر من عرض زواج منذ إلغاء زواجها، فهي ابنة عائلة معروفة، جميلة جامعية وتعمل في وظيفة محترمة، إلا أن العرسان ينفضون من حولها ما إن يدركوا أنها تحمل لقب مطلقها على وثائقها الإدارية.

وتضيف "تصوري أنني تلقيت عرض زواج من أحد الزملاء، بعد تعرفي عليه وجدت أنه مناسبا، وصارحته منذ البداية بوضعي ولم يجد مانعا، لكنه تراجع في آخر لحظة عن خطبتي بعد رفض أمه أن تزوج ابنها بمطلقة، مثلما أخبرتني في اتصال هاتفي، مهددة بأنها لن تتركني في حالي إذا لم أنهي علاقتي بابنها".

 

مشاريع زواج مؤجلة

 

سعاد هي الأخرى تحمل لقب مطلقة قبل الدخول، الشابة التي بلغت الثلاثين، خالفت تقاليد عائلتها التي تشدد على أن عقد الزواج المدني لا يكون إلا ليلة الحناء، عشية ذهاب العروس إلى بيت الزوجية، لأن عريسها ألح على والدها ليعقد القران مدنيا من أجل إدراجه في ملف السكن، حجة رأى والد سعاد أنها مقنعة من أجل إتمام العقد سنة قبل حفل الزفاف.

تقول سعاد في حديثها إلينا، وهي صيدلانية، "كان كل شيء على ما يرام، لم يخطر في بالي أنني سوف أنفصل على خطيبي الذي جمعتني به سنوات الدراسة ثم ميدان العمل، إلى أن بدأ يكشف عن وجه آخر. فبعد أن اتفقنا على أن نقيم في العاصمة حيث توجد صيدليتي، ألح علي للانتقال إلى مسقط رأسه في إحدى الولايات الداخلية، وأن أترك صيدليتي لأفتح أخرى في الولاية التي تقيم فيها عائلته، وصارحني برغبته بأن لا أعمل ويتولى شقيقه أمور الصيدلية، وهنا بدأت نهاية علاقتنا".

ومثل مريم أصبحت سعاد مطلقة قبل البناء، ومضت سنوات على طلاقها إلا أنها لم "وصمة" الطلاق والنظرة الدونية للمجتمع لم تسمح لها بترميم حياتها من جديد.

تقول سعاد "لا أصدق أنني مطلقة بسبب ورقة وقعتها، كان يمكن أن يلغى العقد أو يفسخ مثله مثل أي وثيقة أخرى، لماذا أتحمل وزر علاقة لم أعشها، وكيف أكون مطلقة وأنا لم أعش مع هذا الرجل تحت سقف واحد".

الأمر نفسه عاشته إيمان، التي باءات كل محاولتها من أجل إلغاء عبارة مطلقة قبل البناء على هامش شهادة ميلادها، وهو الشرط الذي وضعه خطيبها من أجل إتمام زواجهما.

تقول إيمان "رغم أن خطيبي قريبي ويعرف جيدا أنني لم أكن موافقة على زواجي السابق الذي فُرض عليّ فرضا، وأحمد الله أنه ألغي قبل أن يتم، إلا أنه لم يستسغ عبارة مطلقة، حتى أنه كلف محامي من أجل إلغائها بحجة أنني لم أتلق المهر.. الحكم في القضية وحده الذي سيحدد مستقبل علاقتي بخطيبي".

 

كلمات دلالية: