38serv
حالة من الفوضى والغموض تعيشه السوق السوداء للعملة الصعبة بمدينة سطيف، أين عرفت في الأيام الأخيرة، ندرة للعملة الأوروبية وارتفاعا غير مسبوق في أسعار تداولها خارج أسوار البنوك الرسمية، ووصل سعرها، أمس الأربعاء، إلى 25600 دج لكل 100 أورو، وهو رقم قياسي جديد أثقل كاهل زبائن هذا السوق الأشهر بالشرق الجزائري.
أحد أصحاب وكالات السياحة بمدينة سطيف، أكد بأن التجار يتحايلون في كل مرة بحجج غريبة حتى يبرروا ارتفاع الأسعار، حيث أكد محدثنا بأن أحد رجال المال أقدم على تجفيف سوق العملة الصعبة بسطيف في الأيام القليلة الماضية عبر شراء كميات كبيرة جدا من الأورو وحتى الدولار والجنيه الإسترليني، مما جعل الزبائن العاديين للسوق وخاصة المتوجهين إلى البقاع المقدسة، في حيرة من أمرهم، وتنقّل الكثير منهم إلى الولايات المجاورة لجلب العملة الأوروبية.
تنقّلنا، صبيحة أمس، إلى السوق السوداء للعملة الصعبة بوسط مدينة سطيف بالقرب من مسجد ابن باديس العتيق، وتمكّنا من سؤال أحدهم عن سر شح العملة وارتفاع أسعارها، فأكد بأن العملة مرت بمرحلة صعبة إبان فترة الغلق العالمي بسبب داء كورونا، لكنها تعافت بسرعة كبيرة بعد الفتح، وشهدت طلبا غير مسبوق، زيادة على ارتفاع العمالة الأجنبية الإفريقية في الجزائر، أين يفضل الأفارقة خاصة محترفي التسول تغيير العملة الوطنية مقابل الأوروبية بشكل سريع، في حين لا يهمه ثمن الشراء لأنها مهما كانت، فهي نتيجة عملية تسول.
من جهة أخرى، قال محدثنا بأن ارتفاع تكاليف المعيشة في فرنسا والدول الأوروبية عموما، قلّص من عمليات تحويل العملة الأوروبية إلى الجزائر من طرف العائلات المغتربة، وعليه سيساهم هذا فعليا في ارتفاع جديد للأورو والدولار في المدى القريب والمتوسط أيضا.