38serv

+ -

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "ضرورة تخصيص مقعدين دائمين لإفريقيا في مجلس الأمن، وإصلاح المؤسسات الدولية"، في تصريح يتماهى وينسجم مع تصورات الجزائر ومطالبها بتجسيد فكرة إحداث إصلاحات على المنظومة الأممية، وظلت ترفعها كمطلب رسمي في مداخلاتها الأخيرة على مستوى الهيئة الأممية.

ويرى غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، أمس الإثنين، إثر مشاركته في المؤتمر السنوي الثامن للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، أن "الظروف متاحة الآن للمجتمع الدولي للبدء في توفير العدالة للشعب الإفريقي"، بحسب ما أورده مركز إعلام الأمم المتحدة.

وأفاد غوتيريش بأن هناك "توافقا" في الآراء الآن، بين الدول الأعضاء، على ضرورة إصلاح مجلس الأمن، في مسألة رئيسية تتعلق بأن الإصلاح يتمثل في أن يكون هناك "عضوان دائمان في مجلس الأمن من إفريقيا".

وخاض الأمين العام الأممي في تفاصيل الفكرة قائلا: "للمرة الأولى، كان هناك اعتراف بأننا نعيش في نظام اقتصادي ومالي تجاوزه الزمن، وغير فعال، وغير عادل"، وهو تشخيص متطابق مع التشخيص الجزائري في عدة مناسبات، وآخرها تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون، خلال لقائه الدوري مع وسائل الإعلام الوطنية، منذ أقل من أسبوعين.

وكان تبون قد انتقد بعبارات قوية، ويمكن وصفها بأنها غير مسبوقة، آليات عمل منظمة الأمم المتحدة في تعاطيها مع الأحداث الدولية الحالية، مستغربا "محدودية سلطة الجمعية العامة الأممية، قياسا بسلطات مجلس الأمن فيها"، و"تشكُّل منطق الأدغال على حساب تكريس العدالة الدولية والقانون الدولي".

ووظف تبون في حواره الدوري مع وسائل إعلام وطنية، شواهد ومآخذ لإثبات تصريحاته وبلورة تقييمه للهيئة العالمية، في مقدمتها موافقة 144 دولة على انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية، بينما يرفض ذلك دولة واحدة باستعمال حق النقض، إلى جانب "العجز على وقف الاستعمال المفرط للعنف الذي تمارسه دولة صهيونية تريد محو شعب برمته"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة بفلسطين.

وبالعودة إلى تصريحات الأمين العام الأممي، فقد قال هذا الأخير إنه تم التأكيد في قمة المستقبل على ضرورة تصحيح الهيكل المالي الدولي، ومنح المزيد من الصوت والقوة للدول النامية بشكل عام، "وبالطبع الدول الإفريقية بشكل خاص"، معربا عن أمله في إمكانية تنفيذ تلك التدابير، لأنها ضرورية لتحقيق العدالة فيما يتعلق بالقارة الإفريقية، وفق المسؤول الأممي.

وأضاف غوتيريش أن إفريقيا هي "قارة أمل"، لكنها تواجه تحديات متجذرة بعمق في التاريخ، وتتفاقم بسبب تغير المناخ والصراع والفقر المستمر.