هذا متوسط إنفاق الأسرة الجزائرية شهريا

38serv

+ -

أبانت دراسة خاصة صادرة عن الديوان الوطني للإحصائيات تحت عنوان "نتائج الدراسة الاستقصائية الصغيرة للإنفاق الاستهلاكي للأسر"، حول تطور نفقات الأسر السنوية، إلى أن إجمالي النفقات الخاصة بالأسر بلغ برسم عام 2022 نحو 8016 مليار دينار جزائري، مقابل 4489,5 مليار دينار جزائري في سنة 2011، أي أنها تضاعفت تقريبا على المستوى الوطني خلال نحو عقد من الزمن، مسجلة معاملا مضاعفا بـ1,8.

وأكدت دراسة الديوان "بلغت نفقات استهلاك الأسر سنة 2022 حوالي 8016 مليار دينار جزائري، أي بمعدل إنفاق قدره 72500 دينار جزائري لكل أسرة شهريا."

واستنادا إلى الدراسة، فإن متوسط الإنفاق السنوي حسب الأسر بلغ نحو 870.279 دينار جزائري في 2022، مقابل معدل للأسرة يبلغ 716.591 دينار جزائري في 2011، بنسبة زيادة بلغت 21.4 بالمائة.

بالمقابل، فإن النفقات الفردية السنوية انتقلت من 122.274 دينار جزائري إلى 175.461 دينار جزائري في 2022، بنسبة نمو قدرت بنحو 43.5 بالمائة. ووفقا للدراسة ظلت النفقات السنوية المتوسطة لكل أسرة شبه مستقرة، مع انخفاض طفيف جدا (معامل قدره 0.99)، ومن ناحية أخرى شهدت النفقات المتوسطة لكل فرد زيادة معتدلة بنسبة 18%، حيث ارتفعت من 51076 دج إلى 60264 دج في عام 2022. ويشير انخفاض حصة النفقات الغذائية من النفقات الإجمالية إلى أن الأسر تخصص الآن جزءا أكبر من ميزانيتها لمجموعات أخرى، ربما استجابة لاحتياجات متزايدة في مجالات أخرى، مثل الإسكان أو الصحة، حسب الدراسة.

 

الأغذية والمشروبات أهم بند إنفاق للأسر الجزائرية

 

تمثل الأغذية والمشروبات أهم بند إنفاق للأسر الجزائرية وفقا لدراسة الديوان، حيث يمثل 34 في المائة من مجموع النفقات، بقيمة 2753,1 مليار دينار، يليه مباشرة بند "السكن والأعباء" الذي يسجل 29% وقيمة 2322,9 مليار دينار، يليه الإنفاق على النقل والاتصالات الذي يعتبر ثالث أكبر مصدر مع حصة تساوي 11.4٪ بقيمة 912,6 مليار دينار، ثم الصحة ومنتجات النظافة الجسدية بنسبة 8.2 بالمائة وقيمة 657,1 مليار دينار، بينما تقدر حصة التعليم والثقافة والترفيه بـ4.6 بالمائة وقيمة 368,4 مليار دينار، يليها بند الألبسة والأحذية بـ4.2 بالمائة وقيمة 340,2 مليار دينار، مقابل 1.8 بالمائة للأثاث والأدوات المنزلية بقيمة 142.7 مليار دينار.

 

الأسر الجزائرية خصصت 2753 مليار دينار للنفقات الغذائية

 

ووفقا للدراسة، فإنه في سنة 2022 خصصت الأسر الجزائرية ما يعادل 2753,1 مليار دينار جزائري للنفقات الغذائية أو ما يعادل 34.3 بالمائة من النفقات الإجمالية، مقابل 1875,4 مليار دينار جزائري أو 41.8 بالمائة سنة 2011. وقد ارتفعت النفقات الغذائية بشكل محسوس بنسبة +47 بالمائة، لكن هذه الزيادة، تضيف الدراسة، لم تقترن بزيادة نسبية في النفقات المتوسطة لكل أسرة.

 

تغييرات في أنماط استهلاك الأسر

 

وأبانت الدراسة عن تغييرات محسوسة في أنماط إنفاق الأسر المعيشية الجزائرية بين عامي 2011 و2022. وقد انخفضت حصة النفقات الغذائية في ميزانية الأسر المعيشية الجزائرية انخفاضا معتبرا خلال هذه الفترة وسجلت فارقا قدره 7.5 نقاط، في حين زادت حصة النفقات المتصلة بـ"السكن والأعباء" زيادة معتبرة (+ 8.6 نقاط). يمكن أن يكون ذلك، حسب الدراسة، نتيجة اشتراك الأسر المختلفة في برامج الإسكان (AADL، LPP، إلخ...)، بينما تظل حصة الإنفاق على "النقل والاتصالات" مستقرة نسبيا، مع انخفاض طفيف ويبقيها في المركز الثالث.

وتظهر الزيادة الكبيرة في الإنفاق على الرعاية الصحية والنظافة الجسدية بأ+3.4 نقطة،  ويبرز الاتجاه المتزايد نحو الاستثمار في الصحة بسبب زيادة الوعي بسبب الظرف الصحي السابق منها "كوفيد 19".

 

تحديد الأعشار (شرائح) سكانية حسب مستوى الإنفاق لدى الأسر الجزائرية

 

حددت الدراسة مستويات الأعشار (شرائح) السكانية حسب مستوى الإنفاق لدى الأسر الجزائرية، من الشريحة الأولى التي حددت بمتوسط إنفاق يقدر بـ67.217 دينار جزائري والمستوى العاشر بأكثر من 288.375 دينار جزائري.

وتم تعريف الشرائح السكانية على أنها مجموعات من 10٪ من السكان، مرتبة بالترتيب التصاعدي وفقا لمتوسط الإنفاق السنوي للفرد، ويقابل العشر الأول 10٪ من السكان ومتوسط نصيب الفرد من الإنفاق السنوي هو الأدنى (أقل مستوى إنفاق)، ثم العشر الثاني يقابل 10 في المائة من السكان الذين يكون متوسط الإنفاق السنوي للفرد أعلى على الفور، والعشر الأول وما إلى ذلك حتى العشر العاشر الذي يقابل 10 في المائة من السكان الذين يمتلكون متوسط إنفاق سنويا للفرد هو الأعلى (أغنى شريحة السكان).

وحددت الشريحة الثانية من حيث الإنفاق بحد أدنى يقدر بـ67.217 دينار وحد أقصى بـ88.293 دينار كمتوسط إنفاق، أما الشريحة الثالثة فإن معدل إنفاقها يتراوح ما بين 88.293 دينار كحد أدنى و103.427 دينار كحد أقصى، بينما حدد المتوسط بالنسبة للشريحة الرابعة ما بين 103.427 دينار و120.330 دينار، ثم الخامسة ما بين 120.330 و134.678 دينار.

أما الشريحة السادسة فإن معدل إنفاقها يتراوح ما بين 134678 دينار و156701 دينار، لتأتي الشريحة السابعة بمعدل ما بين 156701 و184273 دينار، ثم ما بين 184273 دينار و217875 دينار بالنسبة للشريحة الثامنة وما بين 217875 و288375 دينار للشريحة التاسعة. 

ومن حيث توزيع مستويات الإنفاق حسب الشرائح العشر، تنفق الأسر في أعلى 10 شرائح نحو 3٪ من إجمالي الإنفاق، بينما تبلغ هذه الحصة عشر مرات أكثر في العشر الأخير. علاوة على ذلك، فإن 30٪ من السكان يمثلون نحو 55٪ من النفقات، بينما يستهلك العشر 3 الأول حوالي 13%.

والملاحظ، وفق المؤشرات المسجلة، أن مستوى المعيشة عرف تحسنا بالنسبة لجل الشرائح، فما بين 2011 و2022 فإن كل الشرائح شهدت ارتفاعا في النفقات. فبالنسبة للشريحة الأولى انتقلت قيمة النفقات من 157.1 مليار دينار في 2011 إلى 248.6 مليار دينار في 2022، بينما انتقلت بالنسبة للشريحة الثانية من 220.2 مليار دينار سنويا إلى 352.3 مليار دينار، وانتقلت من 263.7 مليار دينار إلى 437.4 مليار دينار، بينما بلغت بالنسبة للشريحة التاسعة 1124.9 مليار دينار مقابل 661.0 مليار دينار في 2011، وانتقلت بالنسبة للشريحة العاشرة من 1167.2 مليار دينار إلى 2414.2 مليار دينار نفقات سنوية. وتمثل الشريحة الأولى 3.1 بالمائة والثانية 4.4 بالمائة والثالثة 5.5 بالمائة، بينما تمثل الشريحة الثامنة 11.5 بالمائة والتاسعة 14.0 بالمائة والعاشرة 30.1 بالمائة. وأشارت الدراسة "انخفضت حصة النفقات الغذائية لمعظم الأعشار بين عامي 2011 و2022، مع تفاوت أكبر في الأعشار السفلى)أول 5 أعشار(.

ويعد العشري العاشر الوحيد الذي أظهر زيادة في حصة هذه النفقات، حيث ارتفعت من 28.1٪ إلى 31.9٪، وقد تعكس هذه التغيرات تنوع النفقات نحو احتياجات أخرى لبعض الأشخاص أو القدرة على تحمل نفقات غذائية أعلى للحصول على منتجات ذات جودة أفضل للبعض الآخر.

 

الأغذية والمشروبات أهم إنفاق لكافة الأعشار أو الشرائح

 

وتسجل الدراسة بأن بند الأغذية أو الأطعمة والمشروبات تمثل بالنسبة لكافة الشرائح أعلى نسبة من حيث الإنفاق الاستهلاكي، فهي تمثل 35.8 بالمائة للشريحة الأولى مقابل 34.9 بالمائة للشريحة الثانية و35.5 بالمائة للثالثة و34.2 بالمائة للرابعة، كما تمثل 31.9 بالمائة للشريحة العاشرة، مقابل 35.2 بالمائة للتاسعة و33.7 بالمائة للثامنة و37.0 بالمائة للسابعة.

ويأتي بند السكن والأعباء في المرتبة الثانية عموما من حيث مستويات الإنفاق، فهو يبلغ 35.5 بالمائة للشريحة الأولى و33.9 بالمائة للثانية و33.1 بالمائة للثالثة و35.8 بالمائة للرابعة وتمثل 22.2 بالمائة للشريحة العاشرة و28.5 بالمائة للتاسعة و31.6 بالمائة للثامنة و31.1 بالمائة للشريحة السابعة.

 

الثقافة والترفيه والألبسة من أقل مستويات الإنفاق

 

ويعد بندا التربية والثقافة والترفيه وكذا الألبسة والأحذية من أدنى بنود الإنفاق لمعظم الأعشار أو الشرائح، فمثلا بالنسبة للتربية والثقافة والترفيه تقدر نسب الإنفاق بـ6.5 بالمائة للشريحة الأولى و4.5 بالمائة في الثانية والثالثة و3.4 بالمائة للرابعة و3.8 بالمائة للخامسة، فيما تصل بالنسبة للشريحة العاشرة إلى 6.6 بالمائة، مقابل 2.8 بالمائة للشريحة التاسعة و3.9 بالمائة للشريحة الثامنة، مقابل 3.6 للسابعة و3.2 بالمائة للسادسة.

بالمقابل، فإن معدل الإنفاق حسب الشرائح بالنسبة للألبسة والأحذية يتراوح ما بين 3.0 بالمائة للشريحة العاشرة و4.3 بالمائة للتاسعة و4.8 بالمائة للشريحة الأولى و5.8 بالمائة للشريحة الثانية، مع معدل إجمالي يقدر بـ4.6 بالمائة للتربية والترفيه والثقافة و4.2 بالمائة للألبسة والأحذية.

وفيما يخص النفقات السنوية لكل فرد وتطورها، لاحظت الدراسة أن النفقات السنوية المتوسطة لكل فرد بلغت سنة 2011 نحو 122274 دينار جزائري، بينما ارتفعت سنة 2922 إلى 175461 دج، مسجلة نموا قدره 43.5 بالمائة خلال هذه الفترة، وهذه الزيادة تتجاوز بشكل ملحوظ تلك التي سجلت في النفقات السنوية المتوسطة لكل أسرة (21.4%)، وقد يفسر ذلك بتقلص حجم الأسر أو بزيادة النفقات الفردية.