دونالد ترامب.. الواقف على عتبة البيت الأبيض رغم الجدل

38serv

+ -

يوصف دونالد ترامب، بأكثر الرؤساء الأمريكيين إثارة للجدل؛ فهو الرئيس الوحيد الذي لم يشغل أي منصب منتخب قبل توليه مقاليد الحكم، حيث ظهر في المشهد السياسي، فجأة عام 2015، ليصنع سابقة تاريخية، على اعتبار أن رئاسة الولايات المتحدة، كانت أول وظيفة رسمية يشغلها في حياته، وعلى الرغم من أنه صنف كأحد أسوء الرؤساء في أمريكا، إلا أن رجوعه للبيت الأبيض بات وشيكا.

نجح ترامب بأسلوب غير تقليدي، في كسب تأييد ملايين الأمريكيين، فقد كان قبل توليه رئاسة الولايات المتحدة، خارج أي تصنيف إيديولوجي ومن دون انتماء سياسي واضح، حيث بقي يركز على عالم المال ويزدري العمل السياسي، حسب ما كان واضحا من تصريحات له، وهو في منتصف الثلاثينيات من عمره.

اختصر ترامب الطريق إلى البيت الأبيض، ليتبوأ أكبر وأخطر وظيفة في العالم، دون تاريخ سياسي حافل، عكس غيره الذين يبذلون أعمارهم في سبيل الوصول إليها، كما عرف بتصريحات ومواقف مثيرة للجدل كإعادة احتلال العراق، ووقف دخول المسلمين إلى أمريكا، وهي تصريحات عززتها قوته المالية والاقتصادية، إذ تمتع باستقلالية مالية كبيرة تجعله متحررا من جماعات الضغط في حزبه، ويؤمن بقدرته الشخصية على استرجاع "عظمة أمريكا" وما يصفه بـ "الحلم الأمريكي"، ومواجهة ما يسميه الهيمنة الاقتصادية للصين.

ويصنف ترامب بأنه قريب من اليمين المتشدد في الحزب الجمهوري، واشتهر بعدائه للمهاجرين في أمريكا خصوصا المنحدرين من أصول مكسيكية، الذين يتهمهم بإغراق البلاد بالمخدرات والعنف، ولا يتردد في الدعوة لإعادة النظر في قوانين الهجرة، ووقف منح الجنسية الأمريكية لأطفال المهاجرين الذين يولدون فوق أراضي الولايات المتحدة، كما أن لديه رؤية تتعلق بأن على الفلسطينيين القبول بالحد الأدنى لحل قضيتهم، وبالتالي فإن انتظار نتنياهو فوزه، ومد أمد الحرب قد يكون من باب أن ترامب سيكون أكثر تحيزا لإسرائيل من سابقه.

هو أحد أسوأ الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما يصفه المؤرخون والعلماء، ويعتبر أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يصوت مجلس النواب لصالح مساءلته مرتين، حيث اتهم بالتحريض على التمرد في أعمال العنف عند مبنى الكونغرس، كما قام مجلس النواب بمحاكمته بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، ولكن مجلس الشيوخ برأه من التهمتين.

ومنذ تركه منصبه، ظل ترامب منخرطًا بشكل نشط في الحزب الجمهوري، ليعلن في نوفمبر 2022 ترشحه عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية 2024، علما أن في مارس 2023، وجهت إليه هيئة محلفين كبرى في ولاية مانهاتن 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات الأعمال. كما وجهت إليه هيئة محلفين فيدرالية كبرى في ميامي 37 تهمة تتعلق بتعامله مع وثائق سرية، كما اتهمته هيئة محلفين فيدرالية كبرى في واشنطن العاصمة بأربع تهم جنائية تتعلق بالتآمر وعرقلة جهود إلغاء انتخابات 2020.

وفي وقت لاحق، اتهمته هيئة محلفين كبرى في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا بالابتزاز وجرائم أخرى ارتكبت في محاولة لإلغاء نتائج انتخابات الولاية لعام 2020، ومع ذلك أصر ترامب بأنه غير مذنب في جميع التهم الموجهة إليه. وفي 13 جويلية الماضي، تعرّض دونالد ترمب لمحاولة اغتيال خلال خطاب انتخابي في مدينة باتلر بولاية بنسلفانيا.

ورغم كل الجدل الذي أثاره دونالد ترامب في الحياة السياسية ومقدار الاتهامات والقضايا والسوابق المتعلقة به رئيسا ومرشحا، إلا أن احتمالات عودته إلى البيت الأبيض ما تزال قوية، بعدما صار قاب قوسين من استلام مقاليد الحكم في أمريكا مجددا.